Overblog
Editer la page Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Histoire du Maghreb تاريخ المغرب الكبير

نظرية عربية جديدة لإكرام ضيوفنا / مثال حي هيلاري كلينتون

كنا نعلم أن التهويد منذ أربعة وأربعين عاما سياسة ممنهجة ودقيقة لدى الفكر الصهيوني، وكنا نحن العرب بعد ثمانية وأربعين وبعد سبعة وستين ندرك أن النكبات والإحتلال صبغة ولون ايديولوجي للحركة الصهيونية، ولكن ما لم يدركه العرب هو الوحدة العقدية والمذهبية للحركة الصهيونية المبنية على قلب الأمور على الأرض، وسباق الزمن عن طريق إعادة تركيب التاريخ لمصلحة إسرائيل على أساس ديني، ليكون لرجال السياسة في إسرائيل مقدس لا يجوز تجاوزه أو المساس به. فسياسيا وحدة المقدس المجالي عند الإسرائليين مسألة محسوم فيها، ولذا لا يمكن إختراق الصف السياسي الإسرائيلي حول مسألة المجال لقدسية ذلك. في المقابل المجال عند الساسة العرب وأهل التنظير لا يعدوا أن يكون أرضا تمارس عليها سلطة سياسية، فالمجال إذن مرادف وملتصق بالسلطة، والسلطة بتعفنها السياسي لها الحق في المساومة علي الأرض أو بيعها أو التفاهم حولها، لأن المجال سلطة، فهو جزء ملحق بها، يخضع للمصالح الضيقة والفردية، لبعد الإستراتيجي المقدس، وما أهميته في الفكر السياسي العربي إلا واحدة هي أحقية الإمتلاك الفردي مهما بلغت نسبة السكان أو قدسية المكان. فالمثل الذي يعطي دليلا واضحا على الرؤية الضيقة للمجال هي مدينة القدس وبالخصوص المسجد الأقصى، ففي هذه الأيام هناك حملة شرسة لتهويد المدينة بصورة كلية، والملاحظ أن الرد العربي لم يتجاوز الإستنكار الفردي المحتشم هنا وهناك، كأن المسألة لا تعدو أن تكون حالة شاذة زائلة بزوال تنفيذها. من هذا المنطلق ندرك مدى الخلط في المفاهيم والمصطلحات في التفكير السياسي والإعلامي العربي. فالقدس كحالة مقدسة بالنسبة للعرب والمسلمين عامة، لا تشكل نقطة وحدة في الرد السياسي والإعلامي العربي، فكيف سيكون الرد إذا تعلق الأمر بمجموع الأراضي المحتلة، لقد جاء الجواب على لسان وزيرة الخارجية الآمريكية حينما أعلنت للعالم أن وقف المستوطنات وتهجير الشعب الفلسطيني وقطع أشجار زيتونه لم يعد شرطا أمريكيا لبداية التفاوض بين السلطة الفلسطينية واسرائيل، فالسياسية تدرك أن ما لم تحركه هجمة القدس لا تحركه الباقية من الأراضي، لذا كان التنسيق الآمريكي للتراجع في قمة الدقة. كنا نعلم منذ خطاب القاهرة أنه لا جديد في الملف، ولكن الغريب أن أهل السياسة والإعلام العرب تجندو للدفاع عن زعيمة الخارجية الأمريكية، بل ذهبوا إلى القول أنها أصلحت في المغرب ما أفسدته في القدس، وقولوها ما لم تقل من أنها تراجعت عن تصريحاتها، فهيلاري قد لا تصدق نفسها حينما تتعالى أصوات من تخرب ديارهم للدفاع عن المخرب، فهي لن تصدق قوتنا في الكذب على النفس والشعوب، فهي حائرة ومستغربة من تكوين  السياسي والإعلامي والمحلل المتخصص العربي، فهي في نفسها تبحث عن تلك المعاهد العليا ومراكز التكوين التي أنتجت هذا النوع الفريد في العالم. فهي كانت واضحة في طرحها وقناعتها بأن المستوطنات ليست شرطا لبداية المفاوظات، بل ستأتي في إطار التسوية النهائية، بعد أن لا يبقى لشعب فلسطين إلا مدن ذات ديمغرافية هائلة لا تصلح إلا أن تشكل التركيبة الإمراتية على شاكلة ملوك الطوائف بالأندلس. فمقام المرأة وتجربتها بدقائق الآمور، وزوجة الرئيس السابق بيل كلينتون، لا يمكن وصفها بالغباء السياسي، فرئيسة الخارجية لم تصلح ما أفسدته ولم تتناقظ في إعلانها الآول والثاني، وإنما عبرت عن نظرة واضحة مركبة بدقة تليق بالفكر السياسي والإعلامي العربي، فهي تدرك أن تجربة القدس  وحي الشيخ جراح وغيره، لم يوحد الجهود ولم يحرك ساكنا في الوطن العربي، فإذن هناك السلطة أولاوالأرض ثانية، فعمدت المرأة إلى التعامل مع هذا الهامش تكتيكيا، لإسرائيل الأرض والمقدس وللسلطة الفلسطينية السلطة في مفاوضات لا تنتهي، ولباراك أوباما الراحة للتفرغ إلى الوضعية الإقتصادية والإجتماعية الداخلية والمستنقع الأفغاني، فهذا ما قالته زعيمة الخارجية، ليس العيب في ما قالته وهي تعمل للمصالح العليا الأمريكية ومصالح إسرائيل. ولكن العيب والخطورة أن يجد العرب أنفسهم مجبرين على إيجاد وإبتكار نظرية جديدة مشيا وراء حسن الضيافة للدفاع عنها. إنه علم جديد في عالمنا العربي سيدرس لكل من يريد المراوغة والتهرب من المسؤولية التاريخية
Partager cette page
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :