Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Histoire du Maghreb تاريخ المغرب الكبير

الجزء المخصص للغرب الإسلامي من كتاب البلدان للجغرافي أحمد بن أبي يعقوب بن واضح الكاتب المعروف باليعقوبي

المغرب

فأما من أراد أن يسلك من مصر إلى برقة وأقاصي المغرب، نفذ من الفسطاط في الجانب الغربي من النيل، حتى يأتي ترنوط، ثم يصير إلى منزل يعرف بالمنى، قد أقفر أهله، ثم إلى الدير الكبير المعروف ببومينا، وفيه الكنيسة الموصوفة، العجيبة البناء، الكثيرة الرخام؛ ثم إلى المنزل المعروف بذات الحمام، وفيه مسجد جامع وهو من عمل كورة الإسكندرية؛ ثم يصير في منازل لبني مدلج في البرية، بعضها على الساحل، وبعضها بالقرب من الساحل، منها المنزل المعروف بالطاحونة، والمنزل المعروف بالكنائس، والمنزل المعروف بجب العوسج. ثم يصير في عمل لوبية وهي كورة تجري مجرى كور الإسكندرية، منها منزل يعرف بمنزل معن، ثم المنزل المعروف بقصر الشماس؛ ثم خربة القوم؛ ثم الرمادة وهي أول منازل البربر، يسكنها قوم من مزاتة وغيرهم من العجم القدم، وبها قوم من العرب من بلي وجهينة وبني مدلج وأخلاط. ثم يصير إلى العقبة، وهي على ساحل البحر المالح، صعبة المسلك، حزنة خشنة مخوفة، فإذا علاها صار إلى منزل يعرف بالقصر الأبيض، ثم مغاير رقيم، ثم قصور الروم، ثم جب الرمل، وهذه ديار البربر من ماصلة بن لواتة وأخلاط من الناس. ثم يصير إلى وادي مخيل وهو منزل كالمدينة، به المسجد الجامع، وبرك الماء، وأسواق قائمة، وحصن حصين، وفيه أخلاط من الناس، وأكثرهم البربر من ماصلة، وزنارة، ومصعوبة، ومراوة، وفطيطة. ومن وادي مخيل إلى مدينة برقة ثلاث مراحل في ديار البربر، مراوة، ومفرطة ومصعوبة، وزكودة وغيرهم من بطون لواتة

برقة

ومدينة برقة في مرج واسع وتربة حمراء شديدة الحمرة، وهي مدينة عليها سور، وأبواب حديد، وخندق؛ أمر ببناء السور المتوكل على الله

وشرب أهلها ماء الأمطار، يأتي من الجبل في أودية إلى برك عظام، قد عملتها الخلفاء والأمراء، لشرب أهل مدينة برقة. وحوالي المدينة أرباض لها يسكنها الجند وغير الجند، وفي دور المدينة والأرباض أخلاط من الناس، وأكثر من بها جند قدم، قد صار لهم الأولاد والأعقاب

وبين مدينة برقة وبين ساحل البحر المالح ستة أميال، وعلى ساحل البحر مدينة يقال لها أجية، بها أسواق، ومحارس، ومسجد جامع، وأجنة، ومزارع، وثمار كثيرة. وساحل آخر يقال له طلميثة، ترسي المراكب فيه في بعض الأوقات. ولبرقة جبلان: أحدهما يقال له الشرقي فيه قوم من العرب من الأزد، ولخم، وجذام، وصدف، وغيرهم من أهل اليمن. والآخر يقال له الغربي فيه قوم من غسان، وقوم من جذام، والأزد، وتجيب، وغيرهم من بطون العرب، وقرى بطون البربر من لواتة من زكودة، ومفرطة، وزنارة، وفي هذين الجبلين عيون جارية، وأشجار، وثمار، وحصون، وآبار للروم قديمة

ولبرقة أقاليم كثيرة تسكنها هذه البطون من البربر، ولها من المدن: برنيق: وهي مدينة على ساحل البحر المالح، ولها ميناء عجيب في الاتفاق والجودة، تحوز فيه المراكب، وأهلها قوم من أبناء الروم القدم، الذين كانوا أهلها قديماً، وقوم من البربر من تحلالة، وسوة، ومسوسة، ومغاغة، وواهلة، وجدانة. وبرنيق من مدينة برقة على مرحلتين، ولها أقاليم منسوبة إليها. ومدينة أجدابية: وهي مدينة عليها حصن، وفيها مسجد جامع، وأسواق قائمة، من برنيق إليها مرحلتان، ومن برقة إليها أربع مراحل، وأهلها قوم من البربر، من زنارة، وواهلة، ومسوسة، وسوة، وتحلالة وغيرهم وجدانة وهم الغالبون عليها، ولها أقاليم، وساحل على البحر المالح، على مقدار ستة أميال من المدينة، ترسي به المراكب، وهي آخر ديار لواتة من المدن. وبطون لواتة يقولون: إنهم من ولد لواتة بن بر بن قيس عيلان، وبعضهم يقول: إنهم قوم من لخم، كان أولهم من أهل الشأم، فنقلوا إلى هذه الديار، وبعضهم يقول: إنهم من الروم

سرت

ومن مدينة أجدابية إلى مدينة سرت على ساحل البحر المالح خمس مراحل: مرحلة منها من ديار لواتة، وفيهم قوم من مزاتة، وهم الغالبون عليها، منها الفاروج، وقصر العطش، واليهودية، وقصر العبادي، ومدينة سرت. وأهل هذه المنازل وأهل مدينة سرت من منداسة، ومحنحا، ومنطاس وغيرهم، وآخر منازلهم على مرحلتين من مدينة سرت، بموضع يقال له تورغة، وهو آخر حد برقة ومزاتة كلها اباضية على أنهم لا يفقهون ولا لهم دين

وخراج برقة قانون قائم كان الرشيد وجه بمولى له يقال بشار، فوزع خراج الأرض بأربعة وعشرين ألف دينار، على كل ضيعة شيء معلوم سوى الأعشار والصدقات الجوالي، ومبلغ الأعشار والصداقات والجوالي خمسة عشر ألف دينار، ربما زاد، وربما نقص، والأعشار للمواضع التي لا زيتون بها ولا شجر ولا قرى مقراة. ولبرقة عمل يقال له أوجلة، وهو في مفازة مغرب لمن أراد الخروج إليها ينحرف إلى القبلة، ثم يصير إلى مدينتين يقال لأحداهما جالو، وللأخرى ودان. ولهما النخل والتمر والقسب الذي لا شيء أجود منه، وأرض ودان لآنقهما

ودان

ومن أعمال برقة المضافة كانت إليها ودان، وهو بلد يؤتى من مفازة، وهو مما يضاف إلى عمل سرت. ومن مدينة سرت إليه مما يلي القبلة خمس مراحل. وبه قوم مسلمون، يدعون أنهم عرب من يمن، وأكثرهم من مزاتة، وهم الغالبون عليه، وأكثر ما يحمل منه التمر، فإن به أصناف التمرو، وإنما يتولاه رجل من أهله، وليس له خراج

زويلة

ووراء ذلك بلد زويلة مما يلي القبلة، وهم قوم مسلمون أباضية كلهم. يحجون البيت الحرام وأكثرهم رواية، ويخرجون الرقيق السودان من الميريين، والزغاويين، والمرويين، وغيرهم من أجناس السودان لقربهم منهم، وهم يسبونهم. وبلغني أن ملوك السودان يبيعون السودان من غير شيء ولا حرب. ومن زويلة الجلود الزويلية، وهي أرض نخل، ومزدرع ذرة وغيرها، وبها أخلاط من أهل خراسان، ومن البصرة، والكوفة

ووراء زويلة على خمس عشرة مرحلة مدينة يقال لها كوار، بها قوم من المسلمين من سائر الأحياء، أكثرهم بربر، وهم يأتون بالسودان. وبين زويلة ومدينة كوار وما يلي زويلة إلى طريق أوجلة وأجدابية قوم يقال لهم لمطة، أشبه شيء بالبربر، وهم أصحاب الدرق اللمطية البيض

فزان

وجنس يعرف بفزان، أخلاط من الناس، لهم رئيس يطاع فيهم، وبلد واسع، ومدينة عظيمة، وبينهم وبين مزاتة حرب لاقح أبداً 

وتسمى برقة أنطابلس، هذا اسمها القديم، افتتحها عمرو بن العاص سنة ثلاث وعشرين صلحاً. ومن آخر عمل برقة من الموضع الذي يقال له تورغة إلى أطرابلس ست مراحل، وينقطع ديار مزاتة من تورغة ويصير في ديار هوارة، فأول ذلك ورداسة، ثم لبدة وهي حصن كالمدينة على ساحل البحر، وهوارة يزعمون أنهم من البربر القدم، وأن مزاتة ولواتة كانوا منهم فانقطعوا عنهم، وفارقوا ديارهم، وصاروا إلى أرض برقة وغيرهم. وتزعم هوارة أنهم قوم من اليمن، جهلوا أنسابهم. وبطون هوارة يتناسبون كما تتناسب العرب، فمنهم بنو اللهان، ومليلة وورسطفة. فبطون اللهان بنو درما، وبنو مرمزبان، وبنو ورفلة، وبنو مسر اتة، ومنازل هوارة من آخر عمل سرت إلى أطرابلس

أطرابلس

أطرابلس مدينة قديمة جليلة على ساحل البحر عامرة آهلة، وأهلها أخلاط من الناس. افتتحها عمرو بن العاص سنة ثلاث وعشرين في خلافة عمر بن الخطاب، وكانت آخر ما افتتح من المغرب في خلافة عمر. ومن أطرابلس إلى أرض نفوسة وهم قوم عجم الألسن، أباضية كلهم، لهم رئيس يقال له ألياس، لا يخرجون عن أمره؛ ومنازلهم في جبال أطرابلس، في ضياع، وقرى، ومزارع، وعمارات كثيرة؛ لا يؤدون خراجاً إلى سلطان، ولا يعطون طاعة إلا إلى رئيس لهم بتاهرت، وهو رئيس الأباضية، يقال له عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم، فارسي. وديار نفوسة متصلة من حد بطرابلس مما يلي القبلة إلى قريب من القيروان، ولهم قبائل كثيرة، وبطون شتى. ومن أطرابلس على الجادة العظمى إلى مدينة يقال لها قابس- عظيمة على البحر المالح، عامرة كثيرة الأشجار، الثمار، والعيون الجارية، وأهلها أخلاط من العرب والعجم، والبربر، وبها عامل من قبل ابن الأغلب صاحب أفريقية- خمس مراحل عامرة، يسكنها قوم من البربر من زناتة، ولواتة، والأفارقة الأول. فأولها ويله أول مرحلة من أطرابلس، ثم صبرة وهي منزل بها أصنام حجارة قديمة، ثم قصر بني حبان، ثم بام وهي، ثم الفاصلات، ثم قابس

القيروان

ومن قابس إلى مدينة القيروان أربع مراحل: أولها عين الزيتونة، غير آهلة، ثم للس قصر فيه عمارة، ثم غدير الأعرابي، ثم قلشانة. وهي موضع المعرس لمن خرج من القيروان وقدم إليها، ثم مدينة القيروان العظمى التي اختطها عقبة بن نافع الفهري سنة ستين، في خلافة معاوية، وكان عقبة الذي افتتح اكثر المغرب؛ على أن أول من دخل ارض أفريقية وافتتحها عبد الله بن سعد بن أبي سرح في خلافة عثمان ابن عفان سنة ست وثلاثين

والقيروان مدينة كان عليها سور من لبن وطين، فهدمه زيادة الله بن إبراهيم بن الأغلب، لما ثار عليه عمران بن مجالد وعبد السلام بن المفرج ومنصور الطنبذي، فإنهم ثاروا عليه بالقيروان، وهم من الجند القدم الذين كانوا قدموا مع ابن الأشعث. وشربهم من ماء المطر إذا كان الشتاء، ووقعت الأمطار والسيول، دخل ماء المطر من الأودية إلى برك عظام، يقال لها المؤاجل؛ فمنها شرب السقاة، ولهم وادٍ يسمى وادي السراويل في قبلة المدينة، يأتي فيه ماء مالح، لأنه في سباخ الناس يستعملونه فيما يحتاجون إليه. ومنازل بني الأغلب على ميلين من مدينة القيروان في قصور قد بني عليها عدة حيطان، لم تزل منازلهم حتى تحول عنها إبراهيم بن أحمد، فنزل بموضع يقال له الرقادة على ثمانية أميال من مدينة القيروان، وبنى هناك قصراً

وفي مدينة القيروان أخلاط من الناس من قريش، ومن سائر بطون العرب، من مضر، وربيعة، وقحطان، وبها أصناف من العجم، من أهل خراسان، ومن كان وردها مع عمال بني هاشم من الجند، وبها عجم من عجم البلد البربر والروم وأشباه ذلك

ومن القيروان إلى سوسة وهي على ساحل البحر المالح مرحلة، وبها دار صناعة، تعمل فيها المراكب البحرية وتردها المراكب. وأهل سوسة أخلاط من الناس

ومن القيروان إلى الموضع الذي يقال له الجزيرة مرحلة، وهي جزيرة أبي شريك، موغلة في البحر، يحيط بها ماء البحر، كثيرة التجارة، وفيها قوم من رهط عمر بن الخطاب، وسائر بطون العرب والعجم، ولها عدة مدن ليست بالعظام، يتفرق فيها الناس، وعاملها ينزل مدينة يقال لها النواتية، وبالقرب من اقليبية التي يركب منها إلى سقلية

ومن القيروان إلى مدينة بسفوطره مرحلتان خفيفتان، وهي مدينة كبيرة فيها قوم من قريش، ومن قضاعة وغيرهم

ومن القيروان إلى مدينة تونس وهي على ساحل البحر، وبها دار صناعة، وهي مدينة عظيمة، منها كان حماد البربري مولى هارون الرشيد، وهو صاحب اليمن. وكان على تونس سور من لبن وطين، وكان سورها مما يلي البحر بالحجارة، فخالف أهلها على زيادة الله بن الأغلب، وكان منهم منصور الطنبذي، وحصين التجيبي، والقريع البلوي، فحاربهم فلما ظهر عليهم هدم سور المدينة، بعد أن قتل فيهم خلقاً عظيماً. ومن ساحل تونس يعبر إلى جزيرة الأندلس، وقد ذكرنا جزيرة الأندلس وأحوالها عن ذكرنا تاهرت

ومن القيروان إلى مدينة باجة ثلاث مراحل، ومدينة باجة مدينة كبيرة، عليها سور حجارة قديم، وبها قوم من جند بني هاشم القدم، وقوم من العجم، ويلي مدينة باجة قوم من البربر، يقال لهم وزداجة، ممتنعين لا يؤدون إلى ابن الأغلب طاعة

ومن القيروان إلى مدينة الأربس مرحلتان، وهي مدينة كبيرة عامرة بها أخلاط من الناس. ومن القيروان إلى مدينة يقال لها مجانة أربع مراحل، وبهذه المدينة معادن الفضة، والكحل، والحديد، والمرتك، والرصاص بين جبال وشعاب؛ وأهلها قوم يقال لهم السناجرة، يقال إن أولهم من سنجار من ديار ربيعة، وهو جند للسلطان، وبها أصناف من العجم من البربر وغيرهم

ومن القيروان مما يلي القبلة إلى بلاد قمودة، وهو بلد واسع فيه مدن وحصون، والمدينة التي ينزلها العامل في هذا الوقت مذكورة، والمدينة القديمة العظمى هي التي يقال لها سبيطلة، وهي التي افتتحت في أيام عثمان بن عفان، وحصرها عبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن الزبير، وأمير الجيش عبد الله بن سعد بن أبي سرح سنة سبع وثلاثين.

ومن بلد قمودة إلى مدينة قفصة، وهي مدينة حصينة، عليها سور حجارة، وفيها عيون ماء داخل المدينة، وهي مفروشة بالبلاط، وحولها عمارة كثيرة، وثمار موصوفة

ومن قفصة إلى مدائن قسطيلية؛ وهي أربع مدائن في أرض واسعة، لها النخل والزيتون. فالمدينة العظمى يقال لها توزر، وبها ينزل العمال. والثانية يقال لها الحامة. والثالثة تقيوس. والرابعة نفطة. وحول هذه المدن أربع سباخ، وأهل هذه المدن قوم عجم من الروم القدم، والأفارقة، والبربر

ومن مدائن قسطيلية إلى مدائن نفزاوة ثلاث مراحل، ونفزاوة عدة مدن: فالمدينة العظمى التي ينزلها العمال يقال لها بشرة، وبها قوم من الأفارقة العجم، ومن البربر، يحيط بالمدائن التي تلي القبلة الرمال. ومما يلي القبلة من القيروان بلد يقال له الساحل، ليس بساحل بحر، كثير السواد من الزيتون، والشجر، والكروم، وهي قرى متصلة بعضها في بعض كثيرة، ولهذا البلد مدينتان يقال لأحداهما سنه، وللأخرى قبيشة. ومن بلد الساحل إلى مدينة يقال لها أسفاقس يكون من سنه وقبيشة على مرحلتين، وهي على ساحل البحر يضرب البحر المالح سورها، وهي آخر بلد الساحل

ومن أسفاقس إلى موضع يقال له بنزرت مسيرة ثمانية أيام، وفي جميع المراحل حصون متقاربة ينزلها العباد والمرابطون

ومن القيروان إلى بلاد الزاب عشر مراحل، ومدينة الزاب العظمى طبنة، وهي التي ينزلها الولاة، وبها أخلاط من قريش، والعرب، والجند، والعجم، والأفارقة، والروم، والبربر. والزاب بلد واسع، فمنه مدينة قديمة يقال لها باغاية، بها قبائل من الجند، وعجم من أهل خراسان، وعجم من عجم البلد من بقايا الروم، حولها قوم من البربر من هوارة، بجبل جليل يقال له أوراس، يقع عليه الثلج. ومدينة يقال لها تيجس من عمل باغاية، حولها قوم بربر عجم يقال لها نفزة. ومدينة عظيمة جليلة، يقال لها ميلة، عامرة محصنة، لم يلها والٍ قط، ولها حصن دون حصن، فيه رجل من بني سليم، يقال له موسى بن العباس ابن عبد الصمد من قبل ابن الأغلب؛ وسواحل البحر تقرب من هذه المدينة ولها مرسى يقال له جيجل ومرسى يقال له قلعة خطاب، ومرسى يقال له أسكيدة، ومرسى يقال له مابر، ومرسى يقال له مرسى دنهاجة، وهذا البلد كله عامر، كثير الاشجار والثمار، وهم في جبال وعيون. ومدينة يقال لها سطيف، بها قوم من بني أسد بن خزيمة، عمال من قبل ابن الأغلب. ومدينة يقال لها بلزمة، أهلها قوم من بني تميم، وموالى لبني تميم، وقد خالفوا على ابن الأغلب في هذا الوقت. ومدينة يقال لها نقاوس، كثيرة العمارة، والشجر، والثمر، بها قوم من الجند، وحواليها البربر من مكنانة، بطن من زناتة، وحولهم قوم يقال لهم أوربة. وطبنة مدينة الزاب العظمى، وهي في وسط الزاب، وبها ينزل الولاة. ومدينة يقال لها مقرة، لها حصون كثيرة. والمدينة العظمى مقرة أهلها قوم من بني ضبة، وبها قوم من العجم، وحولها قوم من البربر، يقال لهم بنو زنداج، وقوم يقال لهم كربره، وقوم يقال لهم سارنبه، ومنها إلى حصون تسمى برحلس وطلمة وحرور بها قوم من بني تميم من بني سعد يقال لهم بنو الصمصامة، خالفوا على ابن الأغلب، وظفر ابن الأغلب ببعضهم فحبسهم. ومدينة احه، وهي على الجبل، وخالف أهلها على ابن الأغلب، وكان من خلفه قوم من هوارة، يقال لهم بنو سمعان، وبنو ورجيل وغيرهم. ومدينة أربة وهي آخر مدن الزاب مما يلي المغرب في آخر عمل بني الأغلب، ولم يتجاوزها الممودة

وإذا خرج الخارج من عمل الزاب مغرباً، صار إلى قوم يقال لهم بنو برزال، وهم فخذ من بني دمر من زناتة وهم شراة كلهم

وقد ذكرنا فتح أفريقية وأخبارها في كتاب أفردناه

ومن هذا الموضع البلد الذي تغلب عليه الحسن بن سليمان ابن سليمان بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عم ، وأول المدن التي في يده مدينة يقال لها هاز، سكانها قوم من البربر القدم، يقال لهم بنو يرنيان من زناتة أيضاً، ثم مدن بعد ذلك سكانها صنهاجة، وزواوة، يعرفون بالبرانس، وهم أصحاب عمارة، وزرع، وضرع، وإلى هاز ينسب البلد، وبينها وبين عمل أدنة مسير ثلاثة أيام، ثم إلى قوم يقال لهم بنو دمر من زناتة في بلد واسع، وهم شراة كلهم، عليهم رئيس منهم يقال له مصادف بن جرتيل في بلد زرع، ومواشٍ، بينه وبين هاز مرحلة، ومنها إلى حصن يقال له حصن ابن كرام وليس أهله بشراة، ولكنهم جماعية، بلدهم بلد زرع. ثم يصير إلى بلد يقال له متيجة، تغلب فيه رجال من ولد الحسن ابن علي بن أبي طالب عم يقال لهم بنو محمد بن جعفر، وهو بلد واسع فيه عدة مدن وحصون، وهو بلد زرع، وعمارة، بين هذا البلد وبين حصن مصادف بن جرتيل، مسيرة ثلاثة أيام مما يلي البحر. ثم مدينة مدكرة، فيها ولد محمد بن سليمان بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عم . ومدينة الخضراء، ويتصل بهذه مدن كثيرة، وحصون، وقرى، ومزارع، يتغلب على هذا البلد ولد محمد بن سليمان بن عبد الله بن الحسن ابن الحسن بن علي بن ابي طالب عم كل رجل منهم مقيم متحصن في مدينة وناحية، وعددهم كثير حتى إن البلد يعرف بهم، وينسب إليهم، وآخر المدن التي في أيديهم المدينة التي تقرب من ساحل البحر، يقال لها سوق إبراهيم، وهي المدينة المشهورة، فيها رجل يقال له عيسى بن إبراهيم ابن محمد بن سليمان بن عبد الله بن الحسن بن الحسن. ثم من هذه إلى تاهرت

والمدينة العظمى مدينة تاهرت جليلة المقدار، عظيمة الأمر، تسمى عراق المغرب، لها أخلاط من الناس، تغلب عليها قوم من الفرس، يقال لهم بنو محمد بن أفلح بن عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم الفارسي، وكان عبد الرحمن ابن رستم يتولى أفريقية، وصار ولده إلى تاهرت، فصاروا أباضية، ورأس الأباضية، فهم رؤساء أباضية المغرب ويتصل بمدينة تاهرت بلد عظيم ينسب إلى تاهرت في طاعة محمد بن أفلح بن عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم، والحصن الذي على ساحل البحر الأعظم ترسي به مراكب تاهرت يقال له مرسى فروخ

جزيرة الأندلس ومدنها

ومن أراد جزيرة الأندلس نفذ من القيروان إلى تونس- على ما ذكرنا وهي على ساحل البحر المالح- فركب البحر المالح، يسير فيه مسيرة عشرة أيام مسحلاً غير موغل، حتى يحاذي جزيرة الأندلس من موضع يقال له تنس، بينه وبين تاهرت مسيرة أربعة أيام، أو صار إلى تاهرت يوافي الجزيرة، جزيرة الأندلس، فيقطع اللج في يوم وليلة، حتى يصير إلى بلد تدمير، وهو بلد واسع عامر، فيه مدينتان يقال لإحداهما العسكر، وللأخرى لورقة. في كل واحدة منبر، ثم يخرج منها إلى المدينة التي يسكنها المتغلب من بني أمية، وهي مدينة يقال له قرطبة فيسير ستة أيام من هذا الموضع في قرى متصلة، وعمارات، ومروج، وأودية، وأنهار، وعيون، ومزارع، وقبل أن يصير إلى مدينة قرطبة من تدمير يصير إلى مدينة يقال لها البيرة نزلها من كان قدم البلد من جند دمشق من مضر، وجلهم قيس، وأفناء قبائل العرب، بينها وبين قرطبة مسيرة يومين. وغربيها مدينة يقال لها رية نزلها جند الأردن، وهم يمن كلهم، من سائر البطون. وغربي رية مدينة يقال لها شدونة نزلها جند حمص، وأكثرهم يمن، وفيهم من نزار نفر يسير. وغربي شدونة مدينة يقال لها الجزيرة نزلها البربر وأخلاط من العرب قليل. وغربي المدينة التي يقال لها الجزيرة، مدينة يقال لها أشبيلية على نهر عظيم، وهو نهر قرطبة، دخلها المجوس الذين يقال لهم الروس سنة تسع وعشرين ومائتين، فسبوا، ونهبوا، وحرقوا، وقتلوا. وغربي أشبيلية مدينة يقال لها لبلة نزلها العرب أول ما دخل البلد مع طارق مولى موسى بن نصير اللخمي. وغربيها مدينة يقال لها باجة نزلها العرب أيضاً مع طارق. وغربيها على البحر المالح المحيط مدينة يقال لها الأشبونة. وغربيها على البحر أيضاً مدينة يقال لها أحسونبة وهي الأندلس، في الغرب على البحر الذي يأخذ إلى بحر الخزر. ومما يلي الشرق من هذه المدينة مدينة يقال لها ماردة على نهر عظيم، وبينها وبين قرطبة أربعة أيام، وهي غربي قرطبة، وهي محاذى أرض الشرك، وجنس منهم يقال لهم الجلالقة، وهي في الجزيرة. ثم يخرج من قرطبة مشرقاً إلى مدينة يقال لها جيان، وبها من كان من جند قنسرين والعواصم، وهم أخلاط من العرب من معد واليمن. ومن جيان ذات الشمال إلى مدينة طليطلة وهي مدينة منيعة جليلة، ليس في الجزيرة مدينة أمنع منها، وأهلها يخالفون على بني أمية، وهم أخلاط من العرب، والبربر، والموالي، ولها نهر عظيم يقال له دوير. ومن طليطلة لمن أخذ مشرقاً إلى مدينة يقال لها وادي الحجارة، كان عليها رجل من البربر، يقال له مبتل بن فرج الصنهاجي. يتولاها يدعو لبني أمية، ثم صار ولده وذريته بعده إلى هذه الغاية في البلد. ثم منها مشرقاً إلى مدينة سرقصطة، وهي من أعظم مدائن ثغر الأندلس، على نهر يقال له أبره. وذات الشمال منها مدينة يقال لها تطيلة، محاذية لأرض الشرك، الذين يقال لهم البسكنس. وذات الشمال من هذه المدينة مدينة يقال لها وشقة، وهي محادة من الأفرنج لجنس يقال لهم الجاسقس. ومن سرقصطة إلى القبلة مدينة يقال لها طرطوشة، وهي آخر ثغر الأندلس في الشرق، محادة للإفرنجيين، وهي على هذا النهر المنحدر من سرقصطة. ومن طرطوشة لمن أخذ مغربا إلى بلد يقال له بلنسية، وهو بلد واسع جليل، نزله قبائل البربر، ولم يعطوا بني أمية الطاعة، ولهم نهر عظيم ببلد يقال له الشقر. ومنها إلى بلد تدمير البلد الأول فهذه جزيرة الأندلس ومدنها

رجعنا إلى ذكر تاهرت في معظم طريق المغرب

ومن مدينة تاهرت وما يحوز عمل ابن أفلح الرستمي إلى مملكة رجل من هوارة: يقال له ابن مسالة الأباضي، إلا أنه مخالف لابن أفلح، يحاربه، ومدينته التي يسكنها يقال لها الجبل منها إلى مدينة يقال لها يلل تقرب من البحر المالح، مسيرة نصف يوم، ولها مزارع، وقرى، وعمارات، وزرع، واشجار. ثم من مملكة ابن مسالة الهواري إلى مملكة لبني محمد بن سليمان بن عبد الله بن الحسن بن الحسن أيضاً، سوى المملكة التي ذكرناها، وهي مدينة مدكرة، ومسكنهم في المدينة العظمى التي يقال لها ثمطلاس، وأهل هذه المملكة قوم من بطون البربر، من سائر قبائلهم، وأكثرهم قوم يقال لهم بنو مطماطة، وهم بطون كثيرة؛ ولهم في مملكتهم مدينة عظيمة يقال لها ايزرج، بها بعضهم وأهل هذه المدينة مطماطة. ومدينة أيضاً يملكها رجل منهم يقال له عبيد الله تسمى المدينة الحسنة إذا فسرت من لسان البربر بالعربية. ثم إلى المدينة العظمى المشهورة بالمغرب، التي يقال لها تلمسان، وعليها سور حجارة، وخلفه سور آخر حجارة، وبها خلق عظيم، وقصور، ومنازل مشيدة، ينزلها رجل منهم يقال له محمد ابن القاسم بن محمد بن سليمان، وحول هذه المدينة قوم من البربر، يقال لهم مكناسة وسربية ثم إلى المدينة التي تسمى مدينة العلويين كانت في أيدي العلويين، من ولد محمد بن سليمان، ثم تركوها، فسكنها رجل من أبناء ملوك زناتة، يقال له علي بن حامد بن مرحوم الزناتي. ثم منها إلى مدينة يقال له نمالتة، فيها محمد بن علي ابن محمد بن سليمان، وآخر مملكة بني محمد بن سليمان بن عبد الله بن الحسن بن الحسن مدينة فالوسن، وهي مدينة عظيمة، أهلها بطون البربر من مطماطة، وترجة، وجزولة، وصنهاجة، وأنجفة، وابحره. ثم بعد مملكة بني محمد بن سليمان مملكة رجل يقال له صالح بن سعيد، يدعي أنه من حمير، وأهل البلد يزعمون أنه من أهل البلد نفزي؛ واسم مدينته العظمى التي ينزلها ناكور وهي على البحر المالح. ومن هذه المدينة جاز رجل ولد هشام بن عبد الملك بن مروان ومن معه من آل مروان إلى جزيرة الأندلس، لما هربوا من بني العباس، ومملكة صالح بن سعيد الحميري مسيرة عشرة أيام في عمارات، وحصون، وقرى، ومنازل، وزرع، وضرع، وخصب؛ وآخر مملكته مدينة يقال لها مرحانة على جبل تحتها أنهار وأودية وعمارات. ثم يصير منها إلى مملكة بني إدريس بن إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عم ، وأول حد مملكتهم بلد يقال له غميرة، بها رجل يقال له عبيد الله بن عمر ابن إدريس. ثم إلى بلد يقال له ملحاص لخانة عنده يجتمع فيها حاج السوس الأقصى وطنجة، ويملكه علي بن عمر بن إدريس. ثم قلعة صدينة وهو بلد عظيم به محمد بن عمر بن إدريس. ثم من قلعة صدينة إلى النهر العظيم الذي يقال له لمهارنة، حصون وعمارات، وبلد واسع عليه رجل من ولد داود بن إدريس بن إدريس، وإلى نهر يقال له سبو عليه حمزة بن داود ابن إدريس بن إدريس، ثم يدخل إلى المدينة العظمى التي يقال لها مدينة أفريقيا على النهر العظيم، الذي يقال له فاس، بها يحيى بن يحيى بن إدريس بن إدريس، وهي مدينة جليلة، كثيرة العمارة، والمنازل

ومن الجانب الغربي من نهر فاس وهو نهر يقال إنه أعظم من جميع أنهار الأرض، عليه ثلاثة آلاف رحاً، تطحن المدينة التي تسمى مدينة أهل الأندلس، ينزلها داود ابن إدريس، وكل واحد من يحيى بن يحيى وداود ابن إدريس يخالف على صاحبه، يدافعه ويحاربه. وعلى طرف فاس مدينة يقال لها.... تسكنها برقسانة، قوم من البربر القدم. وعلى نهر فاس عمارات جليلة، وقرى، وضياع، ومزارع من حافتيه، يأتي ماؤه من عيون قبلية، إلا أنهم يقولون إنه لا يزيد ولا ينقص، ويغيض في النهر الذي يقال له سبو، وقد ذكرناه، ويفرغ سبو في البحر المالح، ومملكة بني إدريس واسعة كبيرة 

حدثني أبو معبد عبد الرحمن بن محمد ابن ميمون بن عبد الوهاب ابن عبد الرحمن بن رستم التاهرتي قال: تاهرت مدينة كبيرة، آهلة بين جبال وأودية، ليس لها فضاء، بينها وبين البحر المالح مسيرة ثلاث رحلات، في مستوى من الأرض، وفي بعضها سباخ، ووادٍ يقال له وادي شلف، وعليه قرى وعمارة، يفيض كما يفيض نيل مصر، يزرع عليه العصفر، والكتان، والسمسم، وغير ذلك من الحبوب؛ ويصير إلى جبل يقال له أنقبق، ثم يخرج إلى بلد نفزة، ثم يصير إلى البحر المالح. وشرب أهل مدينة تاهرت من أنهار وعيون، يأتي بعضها من صحراء، وبعضها من جبل قبلي. يقال له جزول. لم يجذب زرع ذلك البلد قط، إلا أن يصيبه ريح أو برد. وهو جبل متصل بالسوس، يسميه أهل السوس درن، ويسمى بتاهرت جزول، ويسمى بالزاب أوراس

ومن خرج من تاهرت سالك الطريق بين القبلة والغرب، سار إلى مدينة يقال لها أوزكا ثلاث مراحل، والغالب عليها فخذ من زناتة يقال لهم بنو مسرة، رئيسهم عبد الرحمن بن أودموت بن سنان، وصار بعده ولده، فانتقل ابن له يقال له زيد إلى موضع يقال له ثاربينة فولده به. ومن مدينة أوزكا لمن سلك مغرباً إلى أرض لزناتة، ثم يصير إلى مدينة سجلماسة، بعد أن يسير سبع مراحل أو نحوها، على حسب الجد في المسير والتقصير، ومسيره في قرى ليست بآهلة، وفي بعضها مفازة

سجلماسة

وسجلماسة مدينة على نهر يقال له زير، وليس بها عين، ولا بئر. وبينها وبين البحر عدة مراحل، وأهل سجلماسة أخلاط، والغالبون عليها البربر، وأكثرهم صنهاجة، وزرعهم الدخن، والذرة، وزرعهم على الأمطار، لقلة المياه عندهم؛ فإن لم يمطروا لم يكن لهم زرع

ومن مدينة سجلماسة قرى تعرف ببني درعة، وفيها مدينة ليست بالكبيرة تامدلت ليحيى بن إدريس العلوي، عليها حصن، كان منها عبد الله ابن إدريس. وحولها معادن ذهب وفضة. يوجد كالنبات، ويقال إن الرياح تسفيه. والغالب عليهم قوم من البربر يقال لهم بنو ترجا

السوس الأقصى

ومن المدينة التي يقال لها تامدلت إلى مدينة يقال لها السوس- وهي السوس الأقصى- نزلها بنو عبد الله بن إدريس بن إدريس، وأهلها أخلاط من البربر، والغالب عليهم مداسة. ومن السوس إلى بلد يقال له أغمات، وهو بلد خصب فيه مرعى ومزارع في سهل وجبل، وأهله قوم من البربر من صنهاجة. ومن أغمات إلى ماسة، وماسة قرية على البحر، تحمل إليها التجارات، وفيها المسجد المعروف بمسجد بهلول، وفيه الرباط على ساحل البحر، ويلقى البحر عند مسجد بهلول المراكب الخيطية، التي تعمل بالأبلة، التي يركب فيها إلى الصين

ومن سجلماسة لمن سلك متوجهاً إلى القبلة، يريد أرض السودان- من سائر بطون السودان- يسير في مفازة وصحراء مقدار خمسين رحلة، ثم يلقاه قوم يقال لهم أنبية، من صنهاجة، في صحراء ليس لهم قرار شأنهم كلهم أن يتلثموا بعمائمهم، سنة فيهم، ولا يلبسون قمصاً، إنما يتشحون بثيابهم، ومعاشهم من الإبل، ليس لهم زرع، ولا طعام، ثم يصير إلى بلد يقال له غسط، وهو وادٍ عامر، فيه المنازل وفيه ملك لهم لا دين له، ولا شريعة، يغزو بلاد السودان وممالكهم كثيرة

Partager cet article
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :