إبن تومرت في حضرة إبن تاشفين من المعجب لعبد الواحد المراكشي
15 Novembre 2008
Rédigé par Abdelkader HADOUCH عبد القادر حادوش et publié depuis
Overblog
وكتب بخبره إلى أميرالمسلمين علي بن يوسف؛ فلما
دخلها أحضر بين يديه، وجمع له الفقهاء للمناظرة؛ فلم يكن فيهم من يعرف ما يقول، حاشا رجل من أهل الأندلس اسمه مالك بن وهيب كان قد شارك في جميع العلوم، إلا أنه كان لا يظهر إلا ما ينفق في ذلك
الزمان؛ وكانت لديه فنون من العلم، رأيت له كتابا سماه "قراضة الذهب في ذكر لئام العرب" ضمنه لئام العرب في الجاهلية والإسلام، وضم إلى ذلك ما يتعلق به من الآداب؛ فجاء الكتاب لا نظير له في فنه؛
رأيته في خزانة بني عبد المؤمن
ومالك بن وهيب هذا تحقق بكثير من أجزاء الفلسفة؛ رأيت بخطه كتاب "الثمرة" لبطليموس في الأحكام، وكتاب "المجسطي" في علم الهيئة، وعليه حواش بتقييده أيام قراءته إياه على رجل من أهل قرطبة اسمه حمد
الذهبي
ولما سمع مالك هذا كلام محمد بن تومرت، استشعر حدة نفسه وذكاء خاطره واتساع عبارته، فأشار على أمير المسلمين بقتله، وقال: هذا رجل مفسد لا تؤمن غائلته ولا يسمع كلامه أحد إلا مال إليه، وإن وقع هذا في
بلاد المصامدة ثار علينا منه شر كثير! فتوقف أمير المسلمين في قتله، وأبى ذلك عليه دينه -وكان رجلا صالحا مجاب الدعوة- يعد في قوام الليل وصوام النهار، إلا أنه كان ضعيفا مستضعفا، ظهرت في آخر زمانه
مناكر كثيرة وفواحش شنيعة، من استيلاء النساء على الأحوال واستبدادهن بالأمور؛ وكان كل شرير من لص أو قاطع طريق ينتسب إلى امرأة جعلها ملجأ له ووزرا على ما تقدم
فلما يئس مالك مما أراده من قتل ابن تومرت، أشار عليه بسجنه حتى يموت؛ فقال أمير المسلمين: علام نأخذ رجلا من المسلمين نسجنه ولم يتعين لنا عليه حق؟ وهل السجن إلا أخو القتل؟ ولكن نأمره أن يخرج عنا من
البلد وليتوجه حيث شاء!. فخرج هو وأصحابه متوجها إلى سوس؛ فنزل بموضع منها يعرف بتينمل
عبد الواحد المراكشي، المعجب في تلخيص أخبار المغرب، دار الكتب العلمية، بيروت، 1998، الصفحة 130-131