رسالة الخليفة عبد المؤمن في التنبيه والتعليم والنصح والأمر بالمعروف
12 Décembre 2008
Rédigé par Abdelkader HADOUCH عبد القادر حادوش et publié depuis
Overblog
من أمير المؤمنين أيده الله بنصره، وأمده بمعونته، إلى الطلبة الذين بجبل النصر والفتح
والهدى فانا نحمد اليكم الله الذي لا اله الا هو ونشكره على آلائه ونعمه ونصلي على نبيه ورسوله والحمد لله على ما امد به هذه الدعوة العظيمة، والكلمة العلية الكريمة، من الاضواء والأنوار، وقرن
بعزائم أوليائها من الأخذ بحجر أهل التهافت في النار، واحكم باعيانهم معاقد الهدى التي من استمسك بها فاز بعقبى الدار، وابان بهم معالم السنة المستبينة الضوء الهادية من سلك جددها فقد آمن من العثار،
ووقف هممهم لديه من.... أمور الدين في الناهي والداني من الأقطار، نحمده بحمد من اهتدى إلى الوجود المطلق الذي لا يتقيد بالأمكنة والاعصار، الواحد الفرد الصمد المنزه عن الشركاء والأنصار، المتعالي عن
صفات التحيز والإنتقال والعجز وال... المحيط بجميع الموجودات الحادثة آثارها حدة الأذهان ولا تمحقها الأفكار، لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير، ونصلي على النبي.... المؤيد بالمعجزات
الباهرة التي.... من بها صدقه على الاضطرار، ....... ماضي الغرار، وعلى آله وصحبه السالكين في ذلك المضمار، ونواصل الرضى عن الإمام المعصوم القائم بدين الله تعالى
لما ارتفع العلم بقبض العلماء الأخيار، واعجب كل ذي جهل يعظم اليكم الرعاع الأغمار، وقامت خطباؤهم بافانين التضليل والاغترار، وقبلوا الحقائق فظهر من التبديل والتغيير ما اخفى دين الله الذي تكفل
له بالاظهار، وانبسط في البسيطة من المناكر ما لا يحتاج لتأييده مع الوضوح والاشتهار، فتجلى بضياء حكمه ما استولى على العباد من الظلم المشتدة الاعتكار، وأبان بمعجز علمه من العلم بالله تعالى وما جاء
به رسله ما كان في طي الحفاء والاستتار، وعلم طرق العلم الذي انتفع به اولو التبيين والاستبصار، وطرح عن موارد الادب ما شملها من الشوائب والاكدار، وامده بالطائفة المنصورة المفتدية بصريح الوحي وصحيح
الأخبار، كل دان وشاسع من الأمصار، بال.... والعاملين به والمصرفين له ليبقى امره العظيم على الدوام والاستمرار، الى قيام الساعة وانقضاء هذه الدار فان كتابنا هذا اليكم كتب الله لكم خير جزيل، واعانكم على امتثال أوامر التنزيل، وجعلكم ناهجين
الكتاب والسنة في الدقيق من الامور والجليل، من رباط الفتح عمرها الله بجنوده المنصورة محفوفة من حفظ الله وكلاءته، ومكفوفة مرضية وحمى ممنوحة من اظهاره واعلائه، مخصوصة من ارقائه واسمائه، ومما اضأت
زندها وايرائه، في تسنية مرامها واسنائه، بما ارزق الله به إلى إحياء معالم السنة واحكام امراسها، وتثبيت أركان الدين على وثيق اساسها، تطهير الأمة من ادرانها وادناسها
............ ذلك المسارح ما امكنه ويستمر في سراه ليخطيء.... اوامر لا يرعاها، ويغشى تلك المألوفات المودية ولا يخشاها،...... بالسؤ ولا ينهاها، ويغفل مآلها فلا يخاف عقباها، ومن كانت هذه حاله هو ممن
لم يؤمن بالله ولا برسله ولا بما جأت به الرسل، ولا بالإمام المهدي الذي قامت عليه البراهين واتضحت في امره السبل، بل هو متماد على كفره وتجسيمه، غير منتفع بفقهه ولا متبصر بتعليمه، وبحكم ما ناطه الله
تعالى بنا من أمور عباده، وسده إلينا من نصر دينه وانجاده وقلدنا اياه من الوقوف على حماية باطنه وظاهره في أغوار العالم وانجاده
لم نزل نتعاهد أححوال الأنام، ونصل تصفحها على مر الليالي والأيام، ونقصد هذا القصد واعتزام، ونأخذ في الكشف عنه بمواظبة والتزام، متبعين في العمل بالعلم أثر الإمام، المعصوم المهدي المعلوم الذي احتدى
فيه حدو جده عليه السلام، راغبين اليه تعالى في اعظام الأجر واجزال المتوبة على القيام بهذا المقام، وأن الناس مع مواظبتهم بالتذكير، وملازمتهم بالتنبيه والتبصير، لم يتركوا تلك الأفعال التي رسخت في
الصدور ولا فارقوا المهلكات التي استقرت في القلوب ولا صارموا العادات التي انطوت على إلفها احناء الضلوع وابوا الا ارتطاما في الغي وارتباكا، وانكشافا في طواعية الشهوات وانهماكا، وخلعا لعذار النهي
وانهتاكا، واجراء في مهامه البطالة واستنانا، وتحليقا في جو الغواية وطيرانا، واغفالا لما اخفق بهم من أمر الله تعالى ونسيانا
فنهضنا إلى معاهدة التفقد بعزم فرعت له الطنابيب، وجري فيه الى أمد تقصر عن شأوه الجرد السراجيب، وجعلناه تعهدا عاما في البعد والقرب، ونظرا شاملا ينتظم حاشيتي الشرق والغرب، لتأخذ الجهات حقها من
الضبط، وتتزن بميزان العدل والقسط........فيقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ليتخذوا بين الرشد والغي الصحيح الثابت تغييرا وتبديلا الى تخلص قلوبهم من الرين، ويكون العلم
والعمل متلازمين، والباطن والظاهر متطابقين، والقول والفعل غير متعارضين، ولا متنافيين، والله المعين على اكمال هذا المقصد واتمامه، المليء على امداده في جميع الجهات والأكناف على ما نؤثره من
اتصاله وانتظامه
ولما كان هذا الأمر العظيم انما جاء في زمن الفترة وشمول الحيرة وارتفاع العلم وتحاول الجمع وانبساط الجور وانقباض العدل وتملك الهمج الرعاع، واتباع الهوى المضل المطاع، وقام به الإمام المعصوم المهدي
المعلوم رضه عندما ازبد بحر الضلال وطمى، واعتلى سلطان الكفر واستمى، وتطاير شرر الأشرار وارتمى، وتفرقت في أنواع الاباطيل الاراء وغيرت معالم السنن البدع والاهواء، والدين اجتثه غريب، لا مناسب له ولا
قريب، لا داعي إليه ولا مجيب، وقد قنع أهل الوقت في معارفهم بمسود الصحائف، بمسطور الزخارف، باماطة المعارف، وتطميس العوارف، وجر المطارف، في صون التاليد وجلب الطارف، فبصر وعلم، وثقف وقوم، واتقن
واحكم، ونور ما اظلم، واظهر ما استبهم، وانجد في تعليم العلم واتهم، ثم أورث علمه طائفته فبثوه في البلاد، وافاضوا نوره على العباد، طورا باللين وطورا بالاشتداد، وحالا بالسياسة وحالا
بالجهاد