المنشآت المدنية في السياسة السلطانية من خلال المسند لإبن مرزوق
7 Novembre 2008
Rédigé par Abdelkader HADOUCH عبد القادر حادوش et publié depuis
Overblog
لقد بنيت العديد من المنشآت المدنية في عهد السلطان المريني أبي الحسن ويحتوي المسند على العديد من هذه المنشآت وتكاليفها والمواد المستعملة في التزيين، ففي مدينة فاس بني مسجد الصفارين ومسجد حلق النعام على مساحة كبيرة، وكذا العديد من المساجد من بينها المسجد المتصل بقصر السعيد في مدينة سبتة، وكذا مساجد أخرى بمدينة طنجة وسلا وشالة وبقصبة تازة وبمكناس ومراكش، والملاحظة التي يمكن ابداؤها هي أن إبن مرزوق رغم ذكره لأماكن هذه المساجد فإنه ركز على المسجد الذي بني بالعباد، قرب ضريح أبي مدين شعيب الغوث إمام الصوفية بالغرب الإسلامي، وقد أسند الإشراف على بناءه إلى خدام الضريح وعلى رأسهم عبد الله محمد بن مرزوق، فكان التركيز من هذا الباب رغم أن جامع المنصور بمراكش كبير المساحة وله منبر لا يضاهيه إلا منبر قرطبة، كما بنى جامعا عظيما عند باب هنين وباب الحجاز. المسجد الذي بناه عند ضريح أبي مدين بالعباد زينه بالأجر والفضة، ومنبره من الصندل والعاج والأنبوس المذهب، أما الباب الجوفي الذي ينفتح على المدرج، ويسمى باب النحاس، نسبة إلى المادة التي استعملت في تزيينه، كلف أجر الصفارين وحده مبلغ سبع مائة دينار ذهبا، بالإضافة إلى ثمن النحاس والحديد والخشب والأصبغة، وقد كانت صومعته تخالف كل جهة جهاته الأربعة في الهندسة، وذهبت تفافيح جمورها بثلاث مائة وسبعين دينارا ذهبا أما في ما يخص المدارس فإن إبن مرزوق يؤكد أنها لم تكن معروفة بالمغرب الا في عهد المرينيين، وأن السلطان أبو الحسن اتبع طريقة أسلافه في تشييد المدارس في مختلف أنحاء البلاد، بمكناس وسلا وطنجة وأزمور وآسفي ومراكش وتلمسان وغيرها من المدن التي استفادت بمشاريع بناء المدارس، ويوضح أن أعظمها هي مدرسة مراكش وسبتة ومكناس، هذه المدارس التي تتميز بخاصيتين مهمتين أولهما التجميل بالنقش والفرش على اختلاف أنواعه من الزليج والرخام والخشب المنقوش، والثانية هي تحبيس الكتب النفيسة والمصنفات لصالح كل مدرسة، بالإضافة إلى مرتبات الطلبة والعاملين بالمدرسة من البواب والمؤذن والإمام والناظر والخدام كما أنشأ أبو الحسن المارستانات بمدينة فاس، والعديد من القناطر والجسور والسقايات وتزويد المدن بالمياه، حيث جلب الماء لداخل مدينة سلا وتلمسان، وحاول أن يرد الماء الجاري من القدم إلى جامع الزيتونة، إلا أن هذا المشروع لم يكتمل نظرا لهزيمته أمام القبائل العربية الجنوبية، يقدم لنا المسند بعض أسماء القناطر التي بناها أبو الحسن، كقنطرة وادي ردات وقنطرة بني بسيل وقنطرة الوادي بداخل فاس وقنطرة الرصيف بتلمسان وقنطرة باب الجياد وغيرها إن المسند الصحيح من المصادر الهامة، إذ يقدم لنا الإنجازات التي تمت على عهد أبي الحسن المريني، رغم عدم تحديدها بدقة من حيث التكاليف والمواقع التي أنشأت بها وكذا المواد المستعملة في القناطر والجسور