Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Histoire du Maghreb تاريخ المغرب الكبير

وصف بلاد المغرب ومصر من المسالك والممالك لمؤلفه الجغرافي الإصطخري

وأما المغرب فهو نصفان يمتدان على بحر الروم، نصف من شرقيه ونصف من غربيه، فأما الشرقي فهو برقة وأفريقية وتاهرت وطنجة والسوس وزويلة وما في أضعاف هذه الأقاليم، وأما الغربي فهو الأندلس، وقد جمعتهما في التصوير، فأما الجانب الشرقي فإن الذي يحيط به من شرقيه حد مصر بين الإسكندرية وبرقة من حد بحر الروم، حتى يمضي على ظهر الواحات إلى برية تنتهي إلى أرض النوبة، وغربيه البحر المحيط ممتدا على حده، وشماليه بحر الروم الذي يأخذ من البحر المحيط، يأخذ من حد مصر على ما يحاذي برقة إلى طرابلس المغرب، ثم إلى المهدية ثم إلى تونس ثم إلى طبرقة ثم إلى تنس ثم إلى جزيرة بني مزغنا، ثم إلى ناكور ثم إلى البصرة ثم إلى أزيلة ثم إلى السوس الأقصى، ثم يمتد على برية ليس وراءها عمارة، وجنوبيه رمل من حد البحر المحيط حتى يمتد من وراء سجلماسة إلى زويلة، ثم يمتد إلى ظهر الواحات من أرض مصر، وأما الأندلس فإنه يحيط به مما يلي البحر المحيط من حد بلد الجلالقة، على كورة يقال لها شنترين، ثم إلى أخشنبة ثم إلى أشبيلية ثم إلى سدونة ثم إلى جزيرة جبل طارق ثم إلى مالقة ثم إلى بجانة ثم إلى بلاد مرسية ثم إلى بلاد بلنسية ثم إلى طرطوشة ثم يتصل ببلاد الكفر مما يلي البحر ببلاد الإفرنجة، ومما يلي البر ببلاد علجسكس ثم ببلاد بسكونس ثم ببلاد الجلالقة حتى ينتهي إلى البحر.
فأما برقة فإنها مدينة وسطة ليست بكبيرة، وحواليها كورة عامرة كبيرة، وهي في مستو من الأرض خصبة، ويطيف بها من كل جانب بادية يسكنها طوائف من البربر، وقد كان يخرج إليها عامل من مصر، إلى أن ظهر المهدي عبيد الله المستولي على المغرب، فاستولى عليها وأزال عمال مصر، وأما طرابلس المغرب فهي من عمل أفريقية، وهي مدينة مبنية من الصخر على ساحل بحر الروم، خصبة واسعة الكورة حصينة جدا، وأما المهدية فإنها مدينة صغيرة استحدثها عبيد الله المستولي على المغرب، وسماها بهذا الاسم، وهي على البحر، وعبيد الله تحول إليها من القيروان، وهي من القيروان على يومين. وتونس مدينة كبيرة خصبة واسعة المياه والزروع، وهي أول عدوة الأندلس، يعبر منها ولا يعبر من دونها، إلا من المدن التي تلي المغرب، لأنها أول مدينة تحاذي الأندلس، وما دونها محاذ لبلاد الإفرنجة. وطبرقة مدينة صغيرة وبية بها عقارب قاتلة نحو عقارب عسكر مكرم، وبها في البحر معدن المرجان، وليس يعرض في الأرض معدن للمرجان إلا بها؛ وأما تنس فهي مدينة كبيرة، وهي عدوة إلى الأندلس أيضا، إلا أنها وبية؛ وجزيرة بني مزغنا مدينة عامرة، يحف بها طوائف من البربر، وهي من الخصب والسعة على غاية ما تكون المدن؛ وناكور على شط البحر مدينة كبيرة يعبر منها أيضا إلى بجانة، وهي مدينة حصينة خصبة، وهي بحذاء جزيرة جبل طارق، وبينها وبين الجزيرة المذكورة عرض البحر أثنى عشر فرسخا، وأزيلة مدينة كبيرة على شط البحر المحيط، وهي خصبة كثيرة الخير، وهي أقصى المعابر إلى الأندلس، والسوس الأقصى اسم المدينة إلا أنها كورة عظيمة، ذات مدن وقرى وسعة وخصب، ويحتف بها طوائف من البربر، وأما البصرة وأزيلة فهما من إقليم طنجة، وطنجة هي كورة عظيمة، تحيط بمدن وقرى وبواد للبربر كثيرة، ومدينتها العظمى التي هي القصبة تسمى فاس، وهي المدينة التي بها يحيى الفاطمي، ولم يفتحها عبيد الله الخارج بالمغرب إلى حين تصنيف هذا الكتاب، وأما ناكور وجزيرة بني مزغنا في مدن وقرى كثيرة فقريبة من تاهرت الأعلى؛ ومدينة كورة تاهرت اسمها تاهرت، وهي مدينة كبيرة خصبة واسعة البرية والزروع والمياه، وبها الأباضية وهم الغالبون عليها، وسجلماسة مدينة وسطة من حد تاهرت، إلا أنها منقطعة لا يسلك إليها إلا في القفار والرمال، وهي قريبة من معدن الذهب، بينها وبين أرض السودان وأرض زويلة، ويقال إنه لا يعرف معدن للذهب أوسع ذهبا ولا أصفى منه، إلا أن المسلك إليه صعب، والاستعداد شاق جدا، وهي من مملكة عبيد الله، ويقال أن كورة تاهرت بأسرها من أفريقية، إلا أنها مفردة بالاسم والعمل في الدواوين، وسطيف مدينة كبيرة بين تاهرت وبين القيروان، وهي حصينة ولها كورة تشمل على قرى كثيرة وعمارة متصلة، وسكانها كتامة قبيلة من البربر، بهم ظهر عبيد الله، وكان أبو عبد الله المحتسب الداعي إلى عبيد الله مقيما بينهم، حتى تمهد أمره بهم، والقيروان هي أجل مدينة بأرض المغرب، خلا قرطبة بالأندلس فإنها أعظم منها، وهي المدينة التي كان يقيم بها ولاة المغرب، وبها كان مقام الأغلب وبنيه إلى أن أزال ملكهم أبو عبد الله المحتسب، وخارج القيروان أبنية كانت معسكر آل الأغلب ومقامهم بها كان، وتسمى الرقادة، إلى أن استحدث عبيد الله المهدية على شط البحر، فأقام به وانتقل عن رقادة، وأما زويلة فإنها من حد المغرب، وهي مدينة وسطة لها كورة عريضة، وهي متاخمة لأرض السودان، وبلدان السودان بلدان عريضة إلا أنها قفرة قشفة جدا، ولهم في جبال لهم عامة ما يكون في بلاد الإسلام من الفواكه، إلا أنهم لا يطعمونه، ولهم أطعمة يتغذون بها من فواكه ونبات، وغير ذلك مما لا يعرف في بلدان الإسلام، والخدم السود الذين يباعون في بلدان الإسلام منهم، وليس لهم بنوبة ولا بزنج ولا بحبشة ولا من البجة، إلا أنهم جنس على حدة أشد سوادا من الجميع وأصفى، ويقال إنه ليس في أقاليم السودان من الحبشة والنوبة والبجة وغيرهم إقليم أوسع منه، ويمتدون إلى قرب البحر المحيط مما يلي الجنوب، ومما يلي الشمال على مفازة ينتهي إلى مفاوز مصر من وراء الواحات، ثم على مفاوز بينها وبين أرض النوبة، ثم على مفاوز بينها وبين أرض الزنج، وليس لها اتصال بشيء من الممالك والعمارات إلا من وجه المغرب، لصعوبة المسالك بينها وبين سائر الأمم، وهذه جوامع ما يحتاج إلى معرفته من شرقي البحر من المغرب.ع ما يحتاج إلى معرفته من شرقي البحر من المغرب.

وأما الغربي من المغرب فهو الأندلس، والأندلس بلدان عريضة كثيرة المدن خصبة واسعة، ومدينتها العظمى تسمى قرطبة، وهي من الأندلس في وسطها، والذي يحيط بالأندلس البحر المحيط، ثم يطوف بحر الروم بها إلى أرض إفرنجة، فيأخذ من مدينة شنترين إلى أخشنبة ثم إلى إشبيلية ثم إلى سدونة ثم إلى الجزيرة ثم إلى مالقة ثم إلى بجانة ثم إلى بلاد مرسية على مدينة لقنت إلى بلاد بلنسية ثم إلى طرطوشة وهي آخر المدن التي على البحر، ثم يتصل من جهة البحر ببلاد الإفرنجة، ومن جهة البر يتصل ببلاد علجسكس، وهي بلاد حرب من النصارى، ثم يتصل ببلاد بسكونس وهم أيضا نصارى، ثم يتصل ببلاد الجلالقة وهم نصارا أيضا، فينتهي من الأندلس حدان إلى دار الكفر وحدان إلى البحر، وهذه المدن التي ذكرناها على الشط كلها مدن كبار عامرة، والأندلس في أيدي بني أمية ما افتتحت لبني العباس ولا قدر عليها عبيد الله، ولما زالت دولة بني مروان، عبر إليها من أزيلة المغرب إلى جزيرة جبل طارق بعض بني أمية فتغلب عليها، فهي في أيديهم إلى وقت تصنيفنا هذا الكتاب. ومن مشاهير مدن الأندلس جيان وطليطلة ونفزة وسرقصطة ولاردة ووادي الحجارة وترجالة وقورية وماردة وباجة وغافق ولبلة وقرمونة ومورور واستجة ورية، وهي كلها مدن عظام، وليس فيها ما يقارب قرطبة في العظمة والكبر، وأكثر أبنيتها من حجارة، وهي أبنية جاهلية لا تعرف فيها مدينة محدثة إلا بجانة، فإنها محدثة في حد بلاد يقال لها البيرة وشنترين التي تطل على البحر المحيط بها يقع العنبر، ولم نعلم ببحر الروم والبحر المحيط موضع عنبر إلا بشنترين وشيء وقع في أيام مقامي بالشام بسواحل الروم، وتقع بشنترين في وقت من السنة من البحر دابة، تحتك بحجارة على شط البحر فيقع منها وبر في لين الخز، لونه لون الذهب لا يغادر منه شيئا، وهو عزيز قليل فيجمع وتنسج منه ثياب، فتتلون في اليوم ألوانا، ويحجر عليها ملوك بني أمية، ولا ينقل إلا سرا، وتزيد قيمة الثوب عن ألف دينار لعزته وحسنه؛ ومالقة سكانها عرب، وبها السفن الذي تتخذ منه مقابض للسيوف؛ وجزيرة جبل طارق منها افتتح الأندلس في أول الإسلام، وجبل طارق جبل عامر حصين بالقرى والمدن، وهو آخر المعابر بالأندلس؛ وطليطلة مدينة في جبل عال، بناؤها من حجارة قد وثقت بالرصاص، وحواليها سبعة أجبل كلها عامرة منيعة مسكونة، وحولها نهر عظيم يقارب في الكبر دجلة، واسم هذا النهر تاجه، يخرج من بلد يقال له شنتبرية، ووادي الحجارة مدينة هي وما حواليها من المدن والقرى تعرف بمدن بني سالم، ورية كورة عظيمة خصيبة، ومدينتها أرجدونة ومنها كان عمر بن حفصون، الذي خرج على بني أمية بها، وفحص البلوط كورة خصبة واسعة ومدينتها غافق، وقورية مدينة كانت كبيرة إلا أنها خربت بعصبية وقعت بينهم، فاستعان أحد الفريقين بالجلالقة النصارى حتى خربوها؛ وماردة من أعظم الأندلس، وكذلك طليطلة، وهما ممتنعتان ليس بهما عامل لبني أمية، إلا أنه يخطب بهما لهم؛ وشنترين كورة عظيمة ومدينتها قلمرية، وثغور الجلالقة ماردة ونفزة ووادي الحجارة وطليطلة، ومدينة الجلالقة مما يلي ثغور الأندلس يقال لها سمورة، وعظيم الجلالقة بمدينة يقال لها أبيط، وهي بعيدة عن بلدان الإسلام، وليس في أصناف الكفر الذين يلون الأندلس أكثر عددا من الأفرنجة، ويقال لملكهم قارله، غير أن الذين يلون المسلمين منهم أقل من سائر أجناس الكفر، لدخولهم في البحر، والحاجز الذي بينهم وبين الأفرنجة من بلدان الشرك من غيرهم، ثم الجلالقة يتلونهم في الكثرة، وأقلهم عددا البسكونس وهم أشد شوكة، والذين يتلون البسكونس من ثغور الأندلس من سرقسطة وتطيلة ولاردة، ويليهم قوم من النصارى يقال لهم علجسكس أقلهم غائلة، وهم الحاجز بينهم وبين الفرنجة.

والبربر الذين هم بأرض الأندلس وسائر المغرب صنفان، صنف يقال لهم البتر، وصنف يقال لهم البرانس، فنفزة ومكناسة وهوارة ومديونة من البتر وهم بالأندلس، وكتامة وزناته ومصمودة ومليلة وصنهاجة من البرانس. فأما زناتة فأوطانها بناحية تاهرت، وأما كتامة فأوطانها بناحية سطيف، وسائر البربر الذين هم من البرانس فمفترشون في سائر المغرب من شرقي بحر الروم، وأما نفزة ومكناسة فهم بالأندلس بين الجلالقة وبين مدينة قرطبة، وأما هوارة ومديونة فهم سكان شنتبرية. وبكورة البيرة حرير كثير يفضل ويقدم على غيره، وبالأندلس معادن كثيرة من الذهب، وبها معادن فضة بناحية البيرة ومرسية، وبقرب قرطبة بموضع يقال له كرتش وتفسيره بالعربية ديار، وبناحية تطيلة سمور كثير.

وزويلة في وجه أرض السودان، وهؤلاء الخدم السود أكثرهم يقع إلى زويلة، وأرض المغرب ما كان منها في شرقي بحر الروم بقرب الساحل فتعلوهم سمرة، وكلما تباعدوا فيما يلي الجنوب والمشرق ازدادوا سوادا، حتى ينتهوا إلى بلد السودان، فيكون الناس بها أشد الأمم سوادا، ومن كان في غربي بحر الروم بالأندلس فهم بيض زرق، وكلما ازدادوا وتباعدوا إلى ما يلي المغرب والشمال ازدادوا بياضا، حتى يقطع عرض الروم كله إلى ظهر الصقالبة، فكلما ازدادوا وتباعدوا ازدادوا بياضا وزرقة وحمرة شعر، إلا أن طائفة منهم يرجعون إلى سواد شعر وعيون وهم صنف من الروم من الجلالقة، ويقال أن أصلهم من الشام، كما أن طائفة بخر شنة من أرض الروم يرجعون إلى سواد شعر وعيون، يزعمون أنهم من العرب من غسان، وقعوا إليها مع جبلة بن الأبهم

وبين المغرب وبلد السودان مفاوز منقطعة، لا تسلك إلا من مواضع معروفة، وكا ملوك أفريقية وبرقة أولاد الأغلب، الذي كان قد أنفذ في أول أيام بني العباس، ليكون في وجه إدريس بن إدريس، وملوك طنجة أولاد إدريس بن إدريس، وبينهم وبين أفريقية تاهرت الشراة، وهم الغالبون عليها. وملوك الأندلس بنو أمية، ما خطب لبني العباس بها إلى يومنا هذا، ويخطبون لأنفسهم وهم من أولاد هشام بن عبد الملك، وصاحبهم في وقت تصنيف هذا الكتاب هو عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام ابن عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم، وأول من عبر منهم إلى الأندلس عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان في أول ولاية بني العباس فتغلب عليها، وبقيت الإمارة في أولاده إلى وقت تصنيفنا هذا

والغالب على مذاهب أهل المغرب كلهم مذاهب الحديث، وأغلبها عليهم في الفتية مذهب مالك بن أنس. والذي يقع من المغرب الخدم السود من بلاد السودان، والخدم البيض من الأندلس، والجواري المثمنات، تأخذ الجارية والخادم من غير صناعة على وجههما بألف دينار وأكثر؛ وتقع منها اللبود المغربية والبغال للسرج والمرجان والعنبر والذهب والعسل والزيت والسفن والحرير والسمور.

وأما المسافات بالمغرب فإن من مصر إلى برقة 20 مرحلة، ومن برقة إلى طرابلس مثلها، ومن طرابلس إلى القيروان مثلها، فذلك من مصر إلى القيروان 60 مرحلة، ومن القيروان إلى سطيف 16 مرحلة، ومن سطيف إلى تاهرت 20 مرحلة، ومن تاهرت إلى فاس 50 مرحلة، ومن فاس إلى السوس الأقصى نحو 30 مرحلة، فمن القيروان إلى السوس الأقصى 116 مرحلة، فجميع المسافة من مصر إلى أقصى المغرب في شرقي بحر الروم نحو 6 أشهر، وحجاج أقصى المغرب يخرجون قرب المحرم، فيذهب في سفرهم واستراحتهم عامة السنة حتى يلحقوا الحج، ومن القيروان إلى زويلة نحو شهر، ومن القيروان إلى المهدية مسيرة يومين، ومن القيروان إلى تونس 3 مراحل، ومن تونس إلى طبرقة نحو 10 مراحل، ومن طبرقة إلى تنس نحو 16 مرحلة، ومن تنس إلى جزيرة بني مزغنا 5 أيام، ومن تاهرت إلى ناكور 20 مرحلة، ومن تاهرت إلى سجلماسة نحو 50 مرحلة، ومن فاس إلى البصرة 6 مراحل، ومن فاس إلى أزيلة 8 مراحل، ومن القيروان إلى سجلماسة في البرية نحو من 80 مرحلة، وفي العمارة 120 مرحلة. فهذه جوامع المسافات في المغرب في شرقي بحر الروم.

وأما مسافات الأندلس فإن قصبتها قرطبة ومنها إلى أشبيلة 3 مراحل، وإلى أستجة مرحلة على سمت القبلة، ومن قرطبة إلى سقرسطة 10 أيام، وإلى تطيلة 13 يوما، ومن تطيلة إلى الردة 4 مراحل، ومن قرطبة إلى طليطلة 6 أيام، ومن طليطلة إلى وادي الحجارة يومان، ومن قرطبة إلى مكناسة 4 أيام، ثم إلى هوارة مثلها، ثم إلى نفزة 10 أيام، ومن نفزة إلى مدينة سمورة 4 أيام، ومن قرطبة إلى قورية 12 يوما، ومن قورية إلى ماردة 4 أيام، ومن قورية إلى باجة 6 أيام، ويأخذ في طريق ماردة مما يلي أخشنبة، فمن قرطبة إلى إشبيلية إلى باجة إلى ماردة إلى قورية إلى قلمرية مدينة شنترين العظمى، ومن باجة إلى شنترين 12 يوما، وإلى أقصى كور شنترين 5 أيام، ومن قرطبة إلى فحص البلوط يومان، إلى مدينتها المعروفة بغافق، ومن فحص البلوط إلى لبلة 14 يوما، وأشبيلية على طريق سدونة، ومن قرطبة إلى قرمونة 4 أيام، ومن قرمونة إلى أشبيلية 3 أيام، ومن أستجه إلى مورور مرحلة، ومن مورور إلى سدونة يومان، ومن مورور إلى جبل طارق 3 أيام، ومن أستجة إلى مالقة 7 أيام، ومالقة شرقي قرطبة واستجة قبليها، ومن أستجة إلى أرجدونة 3 مراحل، ومن قرطبة إلى بجانة 6 أيام، ومن قرطبة إلى مرسية 14 يوما، ومن قرطبة إلى مدينة بلنسية 18 يوما، ومن طرطوشة إلى بلنسية 5 مراحل، ومن مرسية إلى بجانة 6 أيام، ومن بجانة إلى مالقة نحو 10 أيام، ومن مالقة إلى جزيرة جبل طارق 4 أيام، ومن الجزيرة إلى سدونة 3 أيام، ومدينة سدونة قلسانة، ومنها إلى إشبيلية 4 أيام، وإلى قرمونة 3 أيام.

فهذه جوامع المسافات بالأندلس، وقد أتينا على جوامع ما أردناه من المغرب، وتتلوه أرض مصر في حد بلاد الإسلام راجعا إلى المشرق

وأما مصر فإن لها حداً يأخذ من بحر الروم بين الإسكندرية وبرقة، فيأخذ في براري حتى ينتهي إلى ظهر الواحات، ويمتد إلى بلد النوبة، ثم يعطف على حدود النوبة في حد أسوان، إلى أرض البجه من وراء أسوان، حتى ينتهي إلى بحر القلزم، ثم يمتد على بحر القلزم ويجاوز القلزم على البحر إلى طور سينا، ويعطف على تيه بني إسرائيل ويمتد حتى ينتهي إلى بحر الروم في الجفار خلف رفح والعريش، ويمتد على بحر الروم إلى أن ينتهي إلى الإسكندرية، ويتصل بأول الحد الذي ذكرناه. المسافات بمصر: من ساحل بحر الروم حيث ابتدأناه إلى أن يتصل بأرض النوبة من وراء الواحات نحو25 مرحلة، ومن حد النوبة مما يلي الجنوب على حدود النوبة نحو 8 مراحل، ومن القلزم على ساحل البحر إلى أن ينعطف على التية6 مراحل، ومن حد البحر على حد التيه إلى أن يتصل ببحر الروم نحو8 مراحل ويمتد على البحر إلى أول الحد الذي ذكرناه نحو12 مرحلة، وطولها من أسوان إلى بحر الروم نحو25 مرحلة، وبها بحيرة فيها جزائر مسافتها نحو مرحلتين في مثلها، فهذه جملة مسافاتها.

وأما صفة مدنها وبقاعها: فإن مدينتها العظمى تسمى الفسطاط، وهي على النيل في شرقية شمالي النيل، وذلك أن النيل يجري مورباً بين المشرق والجنوب، والبلد كله على جانب واحد، إلا أن في عدوة النيل أبنية قليلة تعرف بالجزيرة، وهي جزيرة يعبر من الفسطاط إليها على جسر في سفن، ويعبر من هذه الجزيرة إلى الجانب الآخر على جسر آخر، إلى أبنية ومساكن على الشط الآخر يقال لها الجيزة، والفسطاط مدينة كبيرة نحو الثلث من بغداد؛ومقداره نحو ثلثي فرسخ، والفسطاط على غاية العمارة والخصب، وبالفسطاط قبائل وخطط للعرب تنسب إليهم محالها، مثل بالكوفة والبصرة إلا أنها أقل من ذلك، وهي سبخة ومعظم بنائهم بالطوب طبقات، وأكثر السفل بها غير مسكونة، وربما بلغت طبقات الدار الواحدة ثماني طبقات، إلا في منها يسمى الموقف فإنها أصلب قليلا، وبها بناء مفترش وذلك بالحمراء على شط النيل، وبها مسجدان للجمعة: بنى أحدهما عمرو بن العاص في وسط الأسواق، والآخر بأعلى الموقف بناء أحمد بن طولون، وخارج مصر أبنية بناها أحمد بن طولون تكون زيادة على ميل، كان يسكنها جنده تسمى القطائع، كما كان بناء آل الأغلب خارج القيروان- الرقادة، وبها نخيل وثمار كثيرة، وزروعهم على ماء النيل، تمتد فتعم المزارع من حد أسوان إلى حد الإسكندرية وسائر الريف، فيقيم الماء من عند ابتداء الحر إلى الخريف، ثم ينصرف فيزرع ثم لا يسقى بعد ذلك، وأرض مصر لا تمطر ولا تثلج، وليس بالأرض مصر مدينة يجري فيها الماء دائما غير الفيوم، والفيوم هذه مدينة وسطة، يقال إن يوسف النبي عليه السلام اتخذ لهم مجرى يدوم لهم فيه الماء، وقوم بحجارة وسماه اللاّهُون. وأما النيل فإنّ ابتداء مائه لا يعلم، وذلك أنه يخرج من مفازة من وراء أرض الزنج لا تسلك، حتى ينتهي إلى حدّ الزنج، ثم يقطع في مفاوز وعمارات أرض النوبة، فيجري على عمارات متصلة إلى أن يقع في أرض مصر، وهو نهر يكون عند امتداده أكبر من دجلة والفرات إذا جمعا، وماؤه أشد عذوبة وحلاوة وبياضاً من سائر أنهار الإسلام، وفي هذا النهر يكون التمساح والسقنقور وسمكة يقال لها الرعادة، ولايستطيع أحد أن يقبض عليها وهي حية، حتى يرتعش وتسقط من يده، فإذا ماتت فهي كسائر السمك، وأما التمساح فإنه دابة من دواب الماء مستطيل الرأس، طول رأسه يكون نحوا من نصف طول بدنه، وله أنياب لا يعض على دابة ما كانت من سبع أو جمل إلا مده من الماء، وربما خرج من الماء فمشى في البر، وليس له في البر سلطان ولا يضر أحدا، وجلده يشبه السفن الذي تتخذ منه مقابض السيوف، لا يعمل السلاح فيه إلا تحت يديه ورجليه ومكان إبط، وأما السقنقور فإنه صنف من السمك، إلا أن له يدين ورجلين، ويتعالج به للجماع، ولا يكون في مكان إلا في النيل. وعلى حافات النيل من حد أسوان إلى أن يقع في البحر مدن وقرى منظومة متكاثفة، وأسوان هذه ثغر النوبة إلا أنهم مهادنون، وبصعيد مصر جنوبي النيل معدن الزبرجد في برية منقطعة عن العمارة، ولا يعلم في الأرض معدن له غير هذا، وفي شمال النيل جبل بقرب الفسطاط يسمى المقطم، فيه وفي نواحيه حجر الجماهن، ويمتد هذا الجبل إلى النوبة، وعند هذا الجبل بحذاء الفسطاط قبر الشافعي في جملة المقابر. وأما الإسكندرية فهي مدينة على شط البحر، كثيرة الرخام في الفرش والأبنية والعمد، وبها منارة قد أسّستْ في الماء من صخر رفيع السمك جداً، تشتمل على زيادة من ثلاثمائة بيت، لا يصل المرتقى إليها إلا بدليل. ويسمى ما علا من النيل عن الفسطاط الصعيد، وما تسفل منه الريف، ومن حد الفسطاط في جنوبي النيل أبنية عظيمة يكثر عددها، مفترشة على سائر الصعيد، وبحذاء الفسطاط على نحو من فرسخين منها أبنية عظيمة، أكبرها اثنان ارتفاع كل واحد منهما أربعمائة ذراع، وعرضه أربعمائة ذراع، وطوله أربعمائة ذراع، وهو في صورة العمارة مربع الأسفل، ثم لا يزال يرتفع ويضيق حتى يصيرا أعلاه نحو مبرك جمل، وملئت بنيانه بكتابة يونانية، وفي داخله طريق يسير فيه الناس رجالة إلى قريب أعلاه، وفي هذين الهرمين طريق في باطن الأرض مخترق، وأصح ما سمعت في الأهرام أنها قبور الملوك الذين كانوا بتك الأرض. وعرض العمارة على النيل من حد أسوان ما بين نصف يوم إلى يوم إلى أن تنتهي إلى الفسطاط، ثم تعرض فيصير عرضها من حد الإسكندرية إلى الحوف، الذي يتصل بمفازة القلزم- نحو ثمانية أيام، وما في العرض من أرض مصر قفار. وأما الواحات فإنها بلاد كانت معمورة بالمياه والأشجار والقرى والناس، فلم يبقى فيها ديار، وبها إلى يومنا هذا ثمار كثيرة، وغنم قد توحشت فهي تتوالد، والواحات من صعيد مصر إليها في حد الجنوب نحو ثلاثة أيام في مفازة، وتتصل الواحات بالنوبة ببرية فتنتهي إلى أرض السودان. وبأرض مصر بحيرة يفيض فيها ماء النيل، تتصل ببحر الروم تعرف ببحيرة تنيس، إذا امتد النيل في الصيف عذب ماؤها، وإذا نقص في الشتاء إلى أوان الحر غلب ماء البحر عليها فملح ماؤها، وفيها مدن مثل الجزائر تطيف البحيرة بها، فلا طريق إليها إلا في السفن، فمن مشاهير تلك المدن تنيس ودمياط، وهما مدينتان لا زرع بهما ولا ضرع، وبهما يتخذ المرتفع من ثياب مصر، وهذه البحيرة قليلة العمق، يسار في أكثرها. بالمرادي، وبها سمكة تسمى الدافين في خلقة الزق المنفوخ، وسمكة إذا أكلها الإنسان رأى منامات هائلة، ومن حد هذه البحيرة إلى حد الشام أرض كلها رمال متصلة حسنة اللون تسمى الجفار، بها نخيل ومنازل ومياه مفترشة غير متصلة، ويتصل حد الجفار ببحر الروم، وحد بالتيه، وحد بأراضي فلسطين من الشام، وحد ببحيرة تنيس وما اتصل به من ريف مصر إلى حدود القلزم، وأما تيه بني إسرائيل فيقال إن طوله نحو من أربعين فرسخاً، وعرضه قريب من طوله، وهي أرض فيها رمال وأرض صلبة، وبها نخيل وعيون مفترشة قليلة، يتصل حد له بالجفار، وحد بجبل طور سينا وما اتصل به، وحد بازاء بيت المقدس وما اتصل به من فلسطين، وحد له ينتهي إلى مفازة في ظهر ريف مصر إلى حد القلزم. وأما الأشْمُونْين فإنها مدينة صغيرة عامرة، ذات نخيل وزروع، ويرتفع من الأشمونين ثياب كثيرة، وبحذائها من شمالي النيل مدينة صغيرة يقال لها بوصير، بها قتل مروان بن محمد، ويقال إن سحرة فرعون الذين حشرهم في يوم موسى من بوصير؛ فأما أسوان فإن بها نخيلا كثيراً وزروعاً، وهي أكبر مدن الصعيد، وإسفْا وإخميم متقاربتان في العمارة، صغيرتان عامرتان بالنخيل والزروع، وذو النون المصري الناسك من إخميم؛ والفرما على شط البحيرة، وهي مدينة صغيرة خصبة، وبها قبر جالينوس اليوناني، ومن الفرما إلى تنيس نحو فرسخين في البحيرة، وبتنيس تل عظيم مبنى من أموات منضدين بعضهم على بعض، يسمى هذا التل بوتون، ويشبه أن يكون ذلك من قبل موسى عليع السلام، لأن أرض مصر في أيام موسى كان دينهم الدفن، ثم صارت للنصارى ودينهم الدفن، ثم صتارت للإسلام، ورأيت عليهم أكفاناً من جنس الخيش، وجماجم وعظاماً فيعا صلابة إلى يومنا هذا؛ وعين شمس ومنف هما قريتان قد خربتا، كل واحدة منهما من الفسطاط على نحو أربعة أميال، وعين شمس من شمالي الفسطاط ومنف من جنوبيه، ويقال إنهما كانتا مسكنين لفرعون، وعلى رأس جبل المقطم في قتله مكان يعرف بتنور فرعون، يقال إنه كان إذا خرج من أحد هذين الموضعين يوقد فيه، فيعد في المكان الآخر ما يعد له. وفي نيل مصر مواضع لا يضر فيها التمساح، منها عند الفسطاط وبوصير وغير ذلك من أماكن معروفة؛ وحوالي الفسطاط زرع ينبت مثل القضبان يسمى البلسان، يتخذ منه دهن البلسان، لايعرف بمكان في الدنيا إلا هناك؛ وأما العباسة وفاقوس وجرجير فإنها من أرض الحوف، ويعرف شمالي النيل أسفل من الفسطاط بالحوف، وجنوبيه بالريف، ومعظم رساتيق مصر وفراها في هذين الموضعين. وأما معدن الذهب فمن أسوان إليه خمسة عشر يوماً، والمعدن ليس في أرض مصر ولكنه في أرض البجة وينتهي إلى عيذاب، ويقال إن عيذاب ليست من أرض البجة، وإنما هي من مدن الحبشة، والمعدن أرض مبسوطة لا جبل فيها، وإنما هي رمال ورضراض، ويسمى ذلك المكان الذي فيه مجمع الناس العلاقي، وليس لليجة قرى ولا خصب فيه غناء، وإنما هي بادية ولهم نجب، يقال إن ما في النجب أسير منها، ورقيقهم وبحيهم وسائر بأرضهم يقع إلى مصر، وبمصر بغال وحمير ولا يعرف في شئ من بلدان الإسلام أحسن ولا أثمن منها، ولهم من وراء أسوان حمير صغار في مقدار الكباش، ملمعة تشبه البغال الملمعة، إذا أخرجت من مواضعها لم تعش، ولهم حمير يقال لها السملاقية بأرض الصعيد، زعموا أن أحد بويها من الوحشي والآخر من الأهلي، فهي أسير تلك الحمير، وبالجفار حيات في مقدار الشبر، تثب من الأرض حتى تقع في المحامل فتلسع، وأهل مصر في أخبارهم يزعمون أن الجفار في أيام فرعون كانت معمورة بالقرى والمياه، وأن الذي قال الله تعالى (وَدَمّرْنَا مَاْ كْانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمِهِ وَمْا كْانُواْ يَعْرِشُونَ) ( هو الجفار، ولذلك سمي العريش عريشا. في أخبارهم يزعمون أن الجفار في أيام فرعون كانت معمورة بالقرى والمياه)

Partager cet article
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :