Rédigé par Abdelkader HADOUCH et publié depuis
Overblog
وقد اختُلِفَ في البربر اختلافاً كثيراً فقيل: إِنهم من ولد فارق بن بيصر بن حام البربر يزعمون أنهم من ولد قيس
غيلان وصنهاجة من البربر تزعم أنها من ولد إفريقس بن صيفي الحميري وزناتة منهم تزعم أنها من لخم والأصح أنهم من ولد كنعان حسبما ذكرنا وأنه لما قتل ملكهم جالوت وتفرقت بنو كنعان قصدت منهم طائفة بلاد
المغرب وسكنوا تلك البلاد وهم البربر وقبائل البربر كثيرة جداً.
منهم كثامة وبلادهم بالجبال من الغرب الأوسط وكثامة الذين أقاموا دولة الفاطميين مع أبي عبد الله الشيعي.
ومنهم صنهاجة ومن صنهاجة ملوك أفريقية بنو بلكين بن زبري.
ومن قبائل البربر زناتة وكان منهم ملوك فاس وتلمسان وسجلماسة ولهم الفروسية والشجاعة المشهورة.
ومن البربر المصامدة وسكناهم في جبل درن وهم الذين قاموا بنصر المهدي بن تومرت وبهم ملك عبد المؤمن وبنوه بلاد المغرب.
وانفرق من المصامدة قبيلة هنتانة وملك منهم إفريقية والغرب الأوسط أبو زكريا يحيى بن عبد الواحد بن أبي حفص ثم خطب لولده أبي عبد الله محمد ابن يحيى بالخلافة واستمر على ذلك إلى سنة اثنتين وخمسين
وستمائة على ما سنذكرهم إن شاء الله تعالى.
ومن قبائل البربر المشهورة برغواطة ومنازلهم في نأمسنا وجهات سلا على البحر المحيط والبربر
مثل العرب في سكنى الصحارى ولهم لسان غير العربي قال ابن سعيد: ولغاتهم ترجع إِلى أصول واحدة وتختلف فروعها حتى لا تفهم إِلا بترجمان.
ذكر فتح المهدية
في أواخر هذه السنة نزل عبد المؤمن على مدينة المهدية وأخذها من الفرنـج يـوم عاشـورا سنـة خمسيـن وخمسمائـة
وملـك جميـع إفريقية وكان قد ملك الفرنج المهدية في سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة وأخذوها من صاحبها الحسن بن علي بن يحيى بن تميم الصنهاجي وبقيت في أيديهـم إلـى هـذه السنـة ففتحه عبد المؤمن فكان ملك
الفرنج المهدية اثنتي عشرة سنة تقريباً ولما ملكها عبد المؤمن أصلح أحوالها واستعمل عليها بعض أصحابه وجعل معه الحسن بن علي الصنهاجي الذي كان صاحبها وكان قد سار إلى بني حماد ملوك بجاية ثم اتصل بعبد
المؤمن حسبما تقدم ذكر ذلك فأقام عنده مكرماً إلى هذه السنة فأعاده عبد المؤمن إلى المهدية وأعطاه بها دوراً نفيسة وإقطاعاً ثم رحل عبد المؤمن عنها إلى الغرب.
ذكر وفاة يعقوب ملك الغرب
في ربيع الآخر وقيل في جمادى الأولى توفي أبو يوسف يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن صاحب المغرب والأندلس بمدينة سلا
وكانت ولايته خمس عشرة سنة وكان يتظاهر بمذهب الظاهريـة وأعـرض عـن مذهب مالك وعمره ثمان وأربعون سنة وتلقب يعقوب المذكور بالمنصور ولما مات يعقوب ملك بعده ابنه محمد بن يعقوب وتلقب محمد بالناصر ومولد
محمد المذكور سنة ست وسبعين وخمسمائة وعبد المؤمن وبنوه جميعهم كانوا يسمون بأمير المؤمنين
ذكر الوقعة العظيمة التي كانت بالأندلس
وفي هذه السنة اجتمعت الفرنج في جمع عظيم واجتمعت فيه عدة من ملوكهم وكان أكبرهم ملك قشتيلية واسمه جوان وقصد
ابن الأحمر ملك غرناطة فبذل له قطيعة في كل يوم مائة دينـار وفـي كـل أسبـوع ألـف دينار فأبى الفرنج أن يقبلوا ذلك فخرج المسلمون من غرناطة بعد أن تعاهدوا على الموت واقتتلوا معهم فأعطاهم الله النصر
وركبوا قفاء الفرنج يقتلون ويأسرون كيف شاؤوا وقتل جوان المذكور وأسرت امرأته وحصل للمسلمين من الغنائم ما يفوق الحصر.