Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Histoire du Maghreb تاريخ المغرب الكبير

عمر بن الخطاب في حلية الأولياء لأبي النعيم

قال الشيخ رحمه الله تعالى: وثاني القوم عمر الفاروق، ذو المقام الثابت المأنوق، أعلن الله تعالى به دعوة الصادق المصدوق، وفرق به بين الفصل والهزل، وأيد بما قواه به من لوامع الطول، ومهد له من منائح الفضل شواهد التوحيد، وبدد به مواد التنديد، فظهرت الدعوة، ورسخت الكلمة، فجمع الله تعالى بما منحه من الصولة، ما نشأت لهم من الدولة، فعلت بالتوحيد أصواتهم بعد تخافت، وتثبتوا في أحوالهم بعد تهافت، غلب كيد المشركين بما ألزم قلبه من حق اليقين، لا يلتفت إلى كثرتهم وتواطيهم، ولا يكترث لممانعتهم وتعاطيهم، إتكالاً على من هو منشئهم وكافيهم، واستنصاراً بمن هو قاصمهم وشافيهم، محتملاً لما احتمل الرسول، ومصطبراً على المكاره لما يؤمل من الوصول، ومفارقاً لمن اختار التنعيم والترفيه، ومعانقاً لما كلف من التشمير والتوجيه، المخصوص من بين الصحابه بالمعارضة للمبطلين، والموافقة في الأحكام لرب العالمين، السكينة تنطق على لسانه، والحق يجري الحكمة عن بيانه، كان للحق مائلاً، وبالحق صائلاً، وللأثقال حاملاً، و لم يخف دون الله طائلاً، وقد قيل: إن التصوف ركوب الصعب، في جلال الكرب

حدثنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس، حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود، حدثنا زهير، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: لما كان يوم أحد جاء أبو سفيان بن حرب فقال: أفيكم محمد? فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تجيبوه، ثم قال: أفيكم محمد? فلم يجيبوه، ثم قال الثالثة: أفيكم محمد? فلم يجيبوه، ثم قال: أفيكم بن أبي قحافة? فلم يجيبوه، قالها ثلاثاً. ثم قال: أفيكم عمر بن الخطاب? قالها ثلاثاً فلم يجيبوه. فقال: أما هؤلاء فقد كفيتموهم، فلم يملك عمر نفسه، فقال: كذبت يا عدو الله، ها هو ذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، وإنا أحياء ولك منا يوم سوء. فقال: يوم بيوم بدر والحرب سجال. وقال: أعل هبل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أجيبوه قالوا: يا رسول الله وما نقول? قال: قولوا: الله أعلى وأجل قال: لنا العزى ولا عزى لكم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أجيبوه، قالوا: يا رسول الله وما نقول? قال: قولوا الله مولانا ولا مولى لكم

حدثنا عبد الله بن إبراهيم بن أيوب، حدثنا أبو معشر الدارمي، حدثنا عبد الواحد بن غياث، حدثنا حماد بن سلمة النباني، عن عكرمة أن أبا سفيان بن حرب لما قال: أعل هبل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب: قل الله أعلى وأجل، فقال أبو سفيان: لنا عزى ولا عزى لكم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر: قل الله مولانا والكافرون لا مولى لهم حدثنا فاروق الخطابي، حدثنا زياد الخليلي، حدثنا إبراهيم بن المنذر، حدثنا محمد بن فليح، حدثنا هارون، حدثنا موسى بن عقبة، عن بن شهاب الزهري، قال: لما كان يوم أحد قال أبو سفيان: أعل هبل، يفخر بآلهته. فقال عمر: اسمع يارسول الله ما يقول عدو الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ناده الله أعلا وأجل

قال الشيخ رحمه الله: أمره الرسول صلى الله عليه وسلم بالمحاربة من بين أصحابه لما اختص به من الصولة والمهابة، وما عهد منه في ملازمته للتفريد، ومحاماته على معارضة التوحيد، وأنه لا ينهنهه عن مصاولتهم العدة والعديد

قال الشيخ رحمه الله: كان رضي الله تعالى عنه للدين معلناً، ولأعمال البر مبطناً، وقد قيل: إن التصوف الوصول بما علن إلى ظهور ما بطن

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا عمى أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا يحيى بن يعلى الأسلمي، عن عبد الله بن المؤمل، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: قال عمر بن الخطاب: كان أول إسلامي أن ضرب أختى المخاض، فأخرجت من البيت فدخلت في أستار الكعبة في ليلة قارة، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فدخل الحجر وعليه نعلاه، فصلى ما شاء الله ثم انصرف، قال: فسمعت شيئاً لم أسمع مثله. قال: فخرجت فاتبعته، فقال: من هذا? قلت: عمر، قال: يا عمر ما تتركني ليلاً ولا نهاراً? فخشيت أن يدعو علي فقلت: أشهد أن لا إله الا الله وأشهد أنك رسول الله. قال: فقال: يا عمر استره. قال: فقلت: والذي بعثك بالحق لأعلننه كما أعلنت الشرك

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا عبد الحميد بن صالح، حدثنا محمد بن أبان، عن إسحاق بن عبد الله بن أبان بن صالح عن مجاهد، عن بن عباس، قال: سألت عمر رضي الله تعالى عنه لأي شيء سميت الفاروق? قال: أسلم حمزة قبلي بثلاثة أيام، ثم شرح الله صدري للإسلام، فقلت: الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى، فما في الأرض نسمة أحب إلي من نسمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: أين رسول الله صلى الله عليه وسلم ? قالت أختي: هو في دار الأرقم بن الأرقم عند الصفا، فأتيت الدار وحمزة في أصحابه جلوس في الدار، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في البيت، فضربت الباب فاستجمع القوم، فقال لهم حمزة: مالكم? قالوا: عمر، قال: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بمجامع ثيابه ثم نثره فما تمالك أن وقع على ركبته، فقال: ما أنت بمنته يا عمر? قال: فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. قال: فكبر أهل الدار تكبيرة سمعها اهل المسجد، قال: فقلت: يا رسول الله ألسنا على الحق إن متنا وإن حيينا? قال: بلى، والذي نفسي بيده إنكم على الحق إن متم وإن حييتم، قال: فقلت: ففيم الاختفاء? والذي بعثك بالحق لتخرجن، فاخرجناه في صفين حمزة في أحدهما، وأنا في الآخر، له كديد ككديد الطحين حتى دخلنا المسجد، قال: فنظرت إلى قريش وإلى حمزة فأصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ الفاروق. وفرق الله بين الحق والباطل

حدثنا أبو بكر الطلحي، حدثنا أبو حصين القاضي الوادعي، حدثنا يحيى بن عبد الحميد، حدثنا حصين بن عمرو، حدثنا مخارق، عن طارق، عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال: لقد رأيتني وما أسلم مع النبي صلى الله عليه وسلم إلا تسعة وثلانون رجلاً، وكنت رابع أربعين رجلاً، فأظهر الله دينه، ونصر نبيه، وأعز الإسلام

قال يحيى: وحدثني أبي، عن عمه عبد الرحمن بن صفوان، عن طارق، عن عمر رضي الله تعالى عنه مثله

حدثنا أبو عمرو بن حمدان، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا علي بن ميمون العطار، والحسن البزاز، قالا: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنيني، حدثنا أسامة بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده، قال: قال لنا عمر رضي الله تعالى عنه: أتحبون أن أعلمكم أول إسلامي، قلنا: نعم، قال: كنت من أشد الناس عداوة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم في دار عند الصفا فجلست بين يديه، فأخذ بمجمع قميصي ثم قال: أسلم يا بن الخطاب، اللهم اهده، قال: فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك رسول الله، قال: فكبر المسلمون تكبيرة سمعت في طرق مكة، قال: وقد كانوا مستخفين، وكان الرجل إذا أسلم تعلق الرجال به فيضربونه ويضربهم، فجئت إلى خالي فأعلمته، ودخل البيت وأجاف الباب. قال: وذهبت إلى رجل من كبار قريش فأعلمته، ودخل البيت، فقلت في نفسي ما هذا بشيء، الناس يضربون وأنا لا يضربني أحد. فقال رجل: أتحب أن يعلم بإسلامك، قلت: نعم، قال: إذا جلس الناس في الحجر فائت فلاناً وقل له: صبوت، فإنه قل ما يكتم سراً، فجئته، فقلت: تعلم أني قد صبوت، فنادى بأعلى صوته إن بن الخطاب قد صبأ، فما زالوا يضربونني وأضربهم، فقال خالي: يا قوم إني قد أجرت بن أختي فلايمسه أحد، فانكشفوا عني، فكنت لا أشاء أن أرى أحداً من المسلمين يضرب إلا رأيته، فقلت: الناس يضربون ولا أضرب، فلما جلس الناس في الحجر أتيت خالي، قال: فقلت: تسمع? قال: ما أسمع? قلت: جوارك رد عليك، قال: لا تفعل، قال: فأييت، قال: فما شئت، فما زلت أضرب وأضرب حتى أظهر الله تعالى الإسلام

قال الشيخ رحمه الله: كان رضي الله تعالى عنه مخصصاً بالسكينة في الإنطاق، ومحرزاً من القطيعة والفراق، ومشهراً في الأحكام يالإصابة والوفاق، وقد قيل: إن التصوف الموافقة للحق، والمفارقة للخلق

حدثنا محمد بن أحمد بن مخلد، حدثنا محمد بن يونس الكديمي، حدثنا عثمان بن عمر، حدثنا شعبة، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، قال: قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: كنا نتحدث أن ملكاً ينطق على لسان عمر رضي الله تعالى عنه

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا الحسن بن علي بن الوليد حدثنا عبد الرحمن بن نافع، حدثنا مروان بن معاوية، عن يحيى بن أيوب البجلي، عن الشعبي، عن أبي حجيفة، قال: قال على كرم الله وجهه: ما كنا نبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر رضي الله تعالى عنه

حدثنا سعد بن محمد بن إسحاق، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا طاهر بن أبي أحمد، حدثنا أبي، حدثنا أبو إسرائيل، عن الوليد بن العيزار، عن عمرو بن ميمون، عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه. قال: ما كنا ننكر- ونحن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم متوافرون أن السكينة تنطق على لسان عمر رضي الله تعالى عنه

حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا عمرو بن أبي الطاهر، حدثنا سعيد بن أبي مريم، حدثنا عبد الله بن عمر، عن جهم بن أبي الجهم، عن مسور بن مخرمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تعالى عز وجل جعل الحق على لسان عمر وقلبه

حدثنا محمد بن علي بن مسلم، حدثنا محمد بن يحيى بن المنذر، حدثنا سعيد بن عامر، حدثنا جويرية بن أسماء، عن نافع، عن بن عمر، عن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: وافقت ربي عز وجل في ثلاث، في مقام إبراهيم، وفي الحجاب، وفي أساري بدر رواه حميد، وعلي بن زيد والزهري عن أنس مثله

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي حدثنا أبو نوح قراد، حدثنا عكرمة بن عمار، حدثنا سماك أبو زيمل، قال: حدثني بن عباس، قال: حدثني عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما قال: لما كان يوم بدر فهزم الله المشركين، فقتل منهم سبعون، وأسر منهم سبعون، استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما ترى يا بن الخطاب? قال: فقلت: أرى أن تمكنني من فلان قريب لعمر- فأضرب عنقه، وتمكن علياً من عقيل فيضرب عنقه، وتمكن حمزة من فلان فيضرب عنقه حتى يعلم الله عز وجل أنه ليس في قلوبنا هوادة للمشركين، هؤلاء صناديدهم، وأئمتهم وقادتهم، فلم يهو رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قلت، فأخذ منهم الفداء. قال عمر: فلما كان من الغد غدوت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هو قاعد وأبو بكر، وإذا هما يبكيان، فقلت: يا رسول الله أخبرني ماذا يبكيك أنت وصاحبك? فإن وجدت بكاء بكيت، وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما، قال النبي صلى الله عليه وسلم، الذي عرض على أصحابك من الفداء، لقد عرض على عذابكم أدنى من هذه الشجرة، لشجرة قريية، فأنزل الله تعالى: ما كان النبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض الأنفال -67- إلى قوله تعالى: لمسكم ففيما أخذتم من -الفداء- عذاب عظيم الأنفال -68- ثم أحل لهم الغنائم، فلما كان يوم أحد من العام المقبل، عوقبوا بما صنعوا يوم بدر من أخذهم الفداء، فقتل سبعون، وفر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من النبي صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته، وهشمت البيضه على رأسه، وسال الدم على وجهه، فأنزل الله عز وجل: أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا، قل هو من عند أنفسكم- بأخذكم الفداء- إن الله على كل شيء قدير آل عمران -165 حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا محمد بن شعيب الأصبهاني، حدثنا أحمد بن أبي سريج الرازي، حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا إسرائيل، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أسر الأسرى يوم بدر استشار أبا بكر رضي الله تعالى عنه، قال: قومك وعترتك فخل سبيلهم، فاستشار عمر رضي الله تعالى عنه فقال: اقتلهم، ففاداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى: ما كان لنبي أن يكون له أسرى الآية الأنفال -67. فلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر فقال: كاد أن يصيبنا في خلافك شر

حدثنا أبو عمرو بن حمدان، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك، حدثنا إسماعيل بن عياش، قال: سمعت عمر رضي الله تعالى عنه يقول: لما توفي عبد الله بن أبي سلول، دعى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة عليه، فلما قام يريد الصلاة عليه تحولت فقلت: يا رسول الله أتصلي على عدو الله بن أبي بن سلول القائل يوم كذا كذا? فجعلت أعدد أيامه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبتسم حتى أكثرت، فقال: أخر عني يا عمر إني خيرت فاخترت، قد قيل لهم أو لا تستغفر لهم، فلو أعلم أني إذا زدت على السبعين غفر له لزدت. ثم صلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومشى معه، حتى قام على قبره وفرغ من دفنه. فعجباً لي ولجرأتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ورسوله أعلم. فو الله ما كان إلا يسيراً حتى نزلت هاتان الآيتان: ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره الآية التوبة -84-. فما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدها على منافق حتى قبضه الله عز وجل

قال الشيخ رحمه الله: فأخلى همه في مفارقة الخلق، فأنزل الله تعالى الوحي في موافقته للحق، فمنع الرسول صلى الله عليه وسلم من الصلاة عليهم وصفح عمن أخذ الفداء منهم لسابق علمه منهم، وطوله عليهم. وكذا سبيل من اعتقد في المفتونين الفراق، أن يؤيد في أكثر أقاويله بالوفاق، ويعصم في كثير من أحواله وأفاعيله من الشقاق، وكان للرسول صلى الله عليه وسلم في حياته ووفاته مجامعاً، ولما اختار له في يقظته ومنامه متابعاً، يقتدى به في كل أحواله، ويتأسى به في جميع أفعاله، وقد قيل: إن التصوف استقامة المناهج، والتطرق إلى المباهج

حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، وحدثنا أبو عمرو بن حمدان، حدثتا الحسن بن سفيان، حدثنا إسحاق بن ابراهيم، حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سالم، عن بن عمر. قال: دخلت على أبي فقلت: إني سمعت الناس يقولون مقالة فأبيت إلا أن أقولها لك، زعموا أنك غير مستخلف وأنه لو كان لك راعي إبل- أو راعي غنم- ثم جاءك وتركها لرأيت أن قد ضيع، فرعاية الناس أشد، فوضع رأسه ساعة ثم رفعه. فقال: إن الله عز وجل يحفظ دينه، وإني لا أستخلف فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يستخلف، وإن أستخلف فإن أبا بكر قد استخلف، فو الله ما هو إلا أن ذكر رسول الله وأبا بكر، فعلمت أنه لم يكن ليعدل برسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً، وأنه غير مستخلف. حدثنا أبو بكر الطلحي، حدثنا عبيد بن غنام، حدثنا أبو بكر بن أبي شيية، حدثنا أبو أسامة، حدثنا عمرو بن حمزة، قال: أخبرني سالم عن عمر. قال: قال عمر رضي الله تعالى عنه: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، فرأيته لا ينظر إلي فقلت: يا رسول الله ما شأني? قال: ألست الذي تقبل وأنت صائم? فقلت: والذي بعثك بالحق لا أقبل وأنا صائم

حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا المقدام بن داود، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا يحيى بن المتوكل، حدثنا أبو سلمة بن عبيد الله بن عمر، عن أبيه، عن جده، قال: لبس عمر رضي الله تعالى عنه قميصاً جديداً، ثم دعاني بشفرة فقال: مد يا بني كم قميصي، والزق يديك بأطراف أصابعي، ثم اقطع ما فضل عنها فقطعت من الكمين من جانبيه جميعاً، فصار فم الكم بعضه فوق بعض. فقلت له: يا أبته لو سويته بالمقص? فقال: دعه يا بني هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل فما زال عليه حتى تقطع، وكان ربما رأيت الخيوط تساقط على قدمه

حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا المقدام بن داود، حدثنا عبد الله بن محمد بن المغيرة، حدثنا مالك بن مغول، عن نافع، عن بن عمر، قال: قدم على عمر رضي الله تعالى عنه مال من العراق، فأقبل يقسمه، فقام إليه رجل، فقال: يا أمير المؤمنين لو أبقيت من هذا المال لعدو إن حضر، أو نائبة إن نزلت? فقال عمر: مالك قاتلك الله نطق بها على لسانك شيطان، لقاني الله حجته، والله لا أعصين الله اليوم لغد، لا ولكن اعد لهم ما أعد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال الشيخ رحمه الله: وكان رضي الله تعالى عنه بالحقائق لهجاً عروفاً، وعن الأباطيل منعرجاً عزوفاً. وقد قيل: إن التصوف دفع دواعي الردى بما يرقب من نقع الصدى

حدثنا الحسن بن محمد بن كيسان، حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدثنا حجاج بن منهال، حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن يزيد بن جدعان، عن عبدالرحمن بن أبي بكرة، عن الأسود بن سريع، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: قد حمدت ربي بمحامد ومدح وإياك. فقال: إن ربك عز وجل يحب الحمد . فجعلت أنشده، فاستأذن رجل طويل أصلع، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: اسكت فدخل فتكلم ساعة ثم خرج فأنشدته ثم جاء، فسكتني النبي صلى الله عليه وسلم فتكلم ثم خرج، ففعل ذلك مرتين، أو ثلاثاً فقلت: يا رسول الله من هذا الذي أسكتني له? فقال: هذا عمر، رجل لا يحب الباطل

حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا معمر بن بكار السعدي، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن الأسود التميمي. قال: قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم فجعلت أنشده، فدخل رجل طوال أقنى فقال لي: أمسك فلما خرج قال: هات فجعلت أنشده، فلم ألبث أن عاد فقال لي: أمسك فلما خرج قال: هات فقلت: من هذا يا نبي الله الذي إذا دخل قلت أمسك، واذا خرج قلت: هات? قال: هذا عمر بن الخطاب، وليس من الباطل في شيء

قال الشيخ رحمه الله تعالى: فالاستدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم منه رخصة وإباحة لاستماع المحامد والمدائح، فقد كان نشيده والثناء على ربه عز وجل، والمدح لنبيه صلى الله عليه وسلم. وإخباره عليه الصلاة والسلام أن عمر رضي الله تعالى عنه لا يحب الباطل أي من اتخذ التمدح حرفة واكتساباً فيحمله الطمع في الممدوحين على أن يهيم في الأودية، ويشين بفريته المحافل والأندية، فيمدح من لا يستحقه، ويضع من شأن من لا يستوجبه إذا حرمه نائله، فيكون رافعاً لمن وضعه الله عز وجل لطمعه، أو واضعاً لمن رفعه الله عز وجل لغضبه. فهذا الاكتساب والاحتراف باطل، فلهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يحب الباطل. فأما الشعر المحكم الموزون فهو من الحكم الحسن المخزون، يخص الله تعالى به البارع في العلم ذا الفنون، وقد كان أبو بكر وعمر وعلي رضي الله تعالى عنهم يشعرون

حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا أبو يزيد القراطيسي، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا مبارك بن فضالة، عن الحسن، عن الأسود بن سريع، قال: كنت أنشده- يعني النبي صلى الله عليه وسلم ولا أعرف أصحابه حتى جاء رجل بعيد المناكب أصلع، فقيل: اسكت اسكت، قلت: واثكلاه من هذا الذي أسكت له عند النبي صلى الله عليه وسلم? فقيل: عمر بن الخطاب، فعرفت والله بعد أنه كان يهون عليه لو سمعني أن لايكلمني حتى يأخذ برجلي فيسحبني إلى البقيع

قال الشيخ رحمه الله تعالى: فكذا سبيل الأبرياء من الشرك والعناد، الأصفياء بالمعرفة والوداد، أن لايلهيهم باطل من الفعال والمقال، وأن لايثنيهم في توجههم إلى الحق حال من الأحوال، وأن يكونوا مع الحق على أكمل حال وأنعم بال. كان رضي الله تعالى عنه يلتمس بالذلة لمولاه القوة والتعزز، ويترك في إقامة طاعته الرفاهية والتقزز، وقد قيل: إن التصوف النبو عن رتب الدنيا، والسمو إلى المرتبة العليا

حدثنا محمد بن أحمد، حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله المقرئ، حدثنا يحيى بن الربيع، حدثنا سفيان، عن أيوب الطائي، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، قال: لما قدم عمر رضي الله تعالى عنه الشام عرضت له مخاضة، فنزل عن بعيره ونزع خفيه فأمسكهما، وخاض الماء ومعه بعيره. فقال أبو عبيدة: لقد صنعت اليوم صنيعاً عظيماً عند أهل الأرض، فصك في صدره وقال: أوه لو غيرك يقول هذا يا أبا عبيدة إنكم كنتم أذل الناس فأعزكم الله برسوله، فمهما تطلبوا العز بغيره يذلكم الله

رواه الأعمش عن قيس بن مسلم بمثله

حدثنا عبيد الله بن محمد، حدثنا محمد بن شبل، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع، عن إسماعيل، عن قيس، قال: لما قدم عمر رضي الله تعالى عنه الشام استقبله الناس وهو على بعيره، فقالوا: يا أمير المؤمنين لو ركبت برذوناً تلقاك عظماء الناس ووجوههم. فقال عمر: لا أراكم ههنا، إنما الأمر من ههنا وأشار بيده إلى السماء خلوا سبيل جملي

حدثنا محمد بن معمر، حدثنا يحيى بن عبد الله الأوزاعي أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه خرج في سواد الليل فرأه طلحة، فذهب عمر فدخل بيتاً ثم دخل أخر، فلما أصبح طلحة ذهب إلى ذلك البيت فإذا بعجوز عمياء مقعدة، فقال لها: ما بال هذا الرجل يأتيك? قالت: أنه يتعاهدني منذ كذا وكذا يأتيني بما يصلحني، ويخرج عني الأذى، فقال طلحة: ثكلتك أمك ياطلحة أعثرات عمر تتبع

حدثنا أبو محمد بن حبان، حدثنا محمد بن عبد الله بن رسته، حدثنا شيبان، وحدثنا أبو بكر بن مالك، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا أبي، حدثنا عبد الصمد، حدثنا أبو الأشهب، عن الحسن أو غيره شك أبو الأشهب و لم يذكر أحمد بن حنبل الشك فقال عن الحسن، قال: مر عمر رضي الله تعالى عنه على مزبلة فاحتبس عندها، فكأن أصحابه تأذوا بها فقال: هذه دنياكم التي تحرصون عليها، أو تتكلمون عليها

قال الشيخ رحمه الله تعالى: وكان عن فناء الملاذ منتهياً، ولباقي المعاد مبتغياً، يلازم المشقات، ويفارق الشهوات. وقد قيل: إن التصوف حمل النفس على الشدائد، الذي هو من أشرف الموارد

حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبو الهيثم محمد بن يعقوب الربالي حدثنا عبيد الله بن نمير، عن ثابت، عن أنس قال: تقرقر بطن عمر رضي الله تعالى عنه وكان يأكل الزيت عام الرمادة، وكان قد حرم على نفسه السمن، قال: فنقر بطنه بأصبعه وقال: تقرقر ما تقرقر أنه ليس لك عندنا غيره حتى يحيا الناس

حدثنا أبو بكر بن مالك، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، حدثنا يزيد بن مروان، أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، عن مصعب، عن سعد بن أبي وقاص، قال: قالت حفصة بنت عمر لعمر رضي الله تعالى عنه: يا أمير المومنين لو لبست ثوباً هو ألين من ثوبك، وأكلت طعاماً هو أطيب من طعامك، فقد، وسع الله عز وجل من الرزق وأكثر من الخير? فقال: إني سأخصمك إلى نفسك، أما تذكرين ما كان يلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم من شدة العيش، فما زال يذكرها حتى أبكاها، فقال لها: والله إن قلت ذلك أما والله لئن استطعت لأشاركنهما بمثل عيشهما الشديد، لعلى أدرك معهما عيشهما الرخي

حدثنا يوسف بن يعقوب النجيرمي، حدثنا الحسن بن المثنى، حدثنا عفان، حدثنا جرير بن حازم، حدثنا الحسن أن عمر رضي الله عنه، قال: والله إني لو شئت لكنت من ألينكم لباساً، وأطيبكم طعاماً، وأرقكم عيشاً، وإني والله ما أجهل عن كراكر وأسمنة، وعن صلاء وصناب وصلايق، ولكني سمعت الله عز وجل عير قوماً بأمر فعلوه، فقال: أذهبتم طيباككم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها الآية الأحقاف -20

حدثنا أبي، حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، حدثنا أحمد بن سعيد، حدثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن موسى بن سعد، عن سالم بن عبد الله أن عمر بن الخطاب كان يقول: والله نعبأ بلذات العيش أن نأمر بصغار المعزى فتسمط لنا، ونأمر بلباب الحنطة فيخبز لنا، ونأمر بالزبيب فينتبذ لنا في الأسعان، حتى إذا صار مثل عين اليعقوب أكلنا هذا، وشربنا هذا، ولكنا نريد أن نستبقى طيباتنا لأنا سمعنا الله تعالى يقول: أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا الآية الأحقاف -20

حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا بن أبي سهل، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا سفيان بن عيينة، عن أبي فروة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: قدم على عمر رضي الله تعالى عنه ناس من أهل العراق، فرأى كأنهم يأكلون تعزيزاً، فقال: هذا يا أهل العراق لو شئت أن يدهمق لي كما يدهمق لكم ولكنا نستبقي من دنيانا ما نجده في أخرتنا أما سمعتم الله عز وجل قال لقوم: أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن مسلم، حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن بعض أصحابه عن عمر. قال: قدم عليه ناس من أهل العراق فيهم جابر بن عبد الله، قال: فأتاهم بجفنة قد صنعت بخبز وزيت، فقال لهم: خذوا فأخذوا أخذاً ضعيفاً، فقال لهم عمر: قد رأى ما تقرمون، فأي شيء تريدون. حلواً وحامضاً، وحاراً وبارداً، ثم قذفا في البطون

حدثنا أبو بكر بن مالك، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، حدثنا شجاع بن الوليد، عن خلف بن حوشب أن عمر رضي الله تعالى عنه، قال: نظرت في هذا الأمر فجعلت إذا أردت الدنيا أضر بالآخرة، وإذا أردت الآخرة أضر بالدنيا، فإذا كان الأمر هكذا فأضروا بالفانية

حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا محمد بن شبل، حدثنا عبد الله بن محمد العبسي، حدثنا عبد الله بن إدريس عن إسماعيل بن أبي خالد، عن سعيد بن أبي بردة، قال: كتب عمر إلى أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنهما: أما بعد: فإن أسعد الرعاة من سعدت به رعيته، وإن أشقى الرعاة عند الله عز وجل من شقيت به رعيته، وإياك أن ترتع فيرتع عمالك فيكون مثلك عند الله عز وجل مثل البهيمة نظرت إلى خضرة من الأرض فرعت فيها تبتغي بذلك السمن، وإنما حتفها سمنها والسلام عليك

حدثنا أبو محمد بن حبان، حدثنا أبو يحيى الرازي، حدثنا هناد بن السري، حدثنا محمد بن فضيل، عن السري بن إسماعيل، عن عامر الشعبي، قال: كتب عمر إلى موسى رضي الله تعالى عنهما: من خلصت نيته كفاه الله تعالى ما بينه وبين الناس، ومن تزين للناس بغير ما يعلم الله من قلبه شانه الله عز وجل، فما ظنك في ثواب الله في عاجل رزقه وخزائن رحمته، والسلام

ومن مفاريد أقواله الدالة على حقائق أحواله: حدثنا أحمد بن جعفر بن مالك، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن مجاهد، قال: قال عمر: وجدنا خير عيشنا الصبر

حدثنا أبو بكر بن حمدان، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا أبو معاوية، ووكيع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: قال عمر في خطبة: تعلمون أن الطمع فقر، وأن اليأس غنى، وأن الرجل إذا يئس من شيء استغنى عنه

رواه بن وهب، عن الثوري، عن هشام، عن زيد بن الصلت، عن عمر

حدثنا أبي، حدثنا إبراهيم بن محمد، حدثنا أحمد بن سعيد، حدثنا بن وهب به، حدثنا أبو حامد بن جبلة، حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي، حدثنا عبد الله، حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا زكريا بن أبي زائدة، عن عامر الشعبي، قال: قال عمر: والله لقد لان قلبي في الله حتى لهو ألين من الزبد، ولقد اشتد قلبي في الله حتى لهو أشد من الحجر

حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا محمد بن أبي سهل، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن بشر، حدثنا مسعر، عن عون بن عبد الله بن عتبة، قال: قال عمر بن الخطاب: جالسوا التوابين فإنهم أرق شيء أفئدة

حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا سفيان بن عيينة، عن أبي خالد، قال: قال عمر: كونوا أوعية الكتاب وينابيع العلم وسلوا الله رزق يوم بيوم

حدثنا بن حيان، حدثنا أبو يحيى الرازي، حدثنا هناد بن السري، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: سمع عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه رجلاً يقول: اللهم إني استنفق مالي ونفسي في سبيلك، فقال عمر: أو لا يسكت أحدكم إذن، فإن ابتلى صبر، وإن عوفي شكر

حدثنا أبو بكر بن سالك، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا الوليد بن شجاع بن الوليد، حدثني أبي، حدثني زياد بن خيثمة، عن محمد بن جحادة أن حبيب بن أبي ثابت حدثهم، عن يحيى بن جعدة قال: قال عمر: لولا ثلاث لأحببت أن أكون قد لقيت الله: لولا أن أضع جبهتي لله، أو أجلس في مجالس ينتقى فيها طيب الكلام كما ينقى جيد التمر، أو أن أسير في سبيل الله عز وجل

رواه عن حبيب منصور بن المعتز والثوري والمسعودي في جماعة

حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا سليمان بن داود، حدثنا شعبة، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدى، قال عمر بن الخطاب: الشتاء غنيمة العابدين

رواه زائدة وجماعة عن التيمي مثله

حدثنا أبي، حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسين، حدثنا أبو كريب، حدثنا المطلب بن زياد، عن عبد الله بن عيسى، قال: كان قي وجه عمر خطان أسودان من البكاء

حدثنا عبد الله بن محمد بن عطاء محمد بن أبي سها، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عفان، حدثنا جعفر بن سليمان، حدثنا هشام بن الحسن قال: كان عمر يمر بالآية في ورده فتخنقه فيبكي حتى يسقط، ثم يلزم بيته حتى يعاد يحسبونه مريضاً

حدثنا محمد بن حميد، حدثنا عبد الله بن زيدان، حدثنا أبو كريب، حدثنا بن إدريس، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن محارب بن دثار، عن بن عمر، قال: صليت خلف عمر فسمعت حنينه من وراء ثلاثة صفوف

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا بشر بن موسى، حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان، حدثنا جعفر بن يرقان، عن ثابت بن الحجاج، قال: قال عمر بن الخطاب: زنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، وحاسبوها قبل أن تحاسبوا، فإنه أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم، وتزينوا للعرض الأكبر: يومئد تعرضون لا تخفى منكم خافية الحاقة -18-

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، حدثنا عبد الرحمن بن مسلم، حدثنا هناد، حدثنا أبو معاوية، عن جوبير، عن الضحاك، قال: قال عمر: ليتني كنت كبش أهلي يسمنوني ما بدالهم، حتى إذا كنت أسمن ما أكون، زارهم بعض منى يحبون فجعلوا بعضى شواء، وبعضى قديداً، ثم أكلوني فأخرجوني عذرة، ولم أك بشراً

حدثنا محمد بن علي، حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا علي بن الجعد، أخبرنا شعبة، عن عاصم بن عبيد الله، قال: سمعت سالماً يحدث عن بن عمر، قال: كان رأس عمر على فخذي في مرضه الذي مات فيه، فقال لي: ضع رأسي على الأرض قال: فقلت: وما عليك كان على فخذي أم على الأرض? قال: ضعه على الأرض، قال: فوضعته على الأرض فقال: ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربي

حدثنا أبو حامد بن جبلة، حدثنا محمد بن إسحاق، حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا بن علية، حدثنا أيوب السختياني، عن بن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة، قال: لما طعن عمر قال: والله لو أن لي طلاع الأرض ذهباً لافتديت به من عذاب الله من قبل أن أراه

حدثنا محمد بن معمر، حدثنا أبو شعيب الحراني، حدثنا يحيى بن عبد الله، حدثنا الأوزاعي، حدثني سماك، قال: سمعت عبد الله بن عباس يقول: لما طعن عمر دخلت عليه فقلت له: أبشر يا أمير المؤمنين، فإن الله قد مصر بك الأمصار، ودفع بك النفاق وأفشى بك الرزق، قال: أفي الإمارة تثني علي يا بن عباس? فقلت: وفي غيرها، قال: والذي نفسي بيده لوددت أني خرجت منها كما دخلت فيها لا أجر ولا وزر

حدثنا أبو بكر بن مالك، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا بهز، حدثنا جعفر بن سليمان، حدثنا مالك بن دينار، حدثنا الحسن، قال: خطب عمر بن الخطاب وهو خليفة وعليه إزار فيه ثنتا عشرة رقعة

حدثنا محمد بن معمر، حدثنا عبد الله بن الحسن الحراني، حدثنا يحيى بن عبد الله البابلي، حدثنا الأوزاعي، حدثني داود بن علي، قال: قال عمر بن الخطاب: لو ماتت شاة على شط الفرات ضائعة لظننت أن الله تعالى سائلي عنها يوم القيامة

حدثنا محمد بن معمر، حدثنا أبو شعيب الحراني، حدثنا يحيى بن عبد الله البابلتي، حدثنا الأوزاعي، حدثنا يحيى بن أبي كثير عن عمر بن الخطاب، قال: لو نادى مناد من السماء أيها الناس إنكم داخلون الجنة كلكم أجمعون إلا رجلاً واحداً، لخفت أن أكون هو، ولو نادى مناد أيها الناس إنكم داخلون النار إلا رجلاً واحداً لرجوت أن أكون هو

حدثنا أبو بكر بن مالك، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا أبو معمر، حدثنا عبد العزيز الدراوردي، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، قال: كان البر لايعرف في عمر ولا في ابنه حتى يقولا أو يعملا

رواه بن عيينة عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله مثله

حدثنا محمد بن علي بن حبيش، حدثنا أبو شعيب الحراني، حدثنا عبد الله بن محمد العبسى، حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق، حدثني رجل من قريش، عن بن عكيم. قال: قال عمر: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم قل اللهم اجعل سريرتي خيراً من علانيتي، واجعل علانيتي حسنة

حدثنا أبو حامد بن جبلة، حدثنا محمد بن إسحاق، حدثنا محمد بن الصباح، حدثنا سفيان، عن مسعر، عن أبي صخرة جامع بن شداد، عن الأسود بن بلال المحاربي، قال: لما ولي عمر بن الخطاب قام على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس ألا إني داع فهيمنوا، اللهم إني غليظ فليني، وشحيح فسخني، وضعيف فقوني

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، حدثنا أبو العباس الثقفي، حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث بن سعد، عن هشام، عن زيد بن أسلم، عن أبيه أنه سمع عمر بن الخطاب يقول: اللهم لا تجعل قتلي على يدي عبد قد سجد لك سجدة يحاجني بها يوم القيامة

حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا إبراهيم بن هاشم، حدثنا أمية بن بسطام، حدثنا يزيد بن زريع، عن روح بن القاسم، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن حفصة قالت: سمعت عمر يقول: اللهم قتلاً في سبيلك، ووفاة في بلد نبيك. قلت: وأنى يكون هذا? قال: يأتي به الله إذا شاء

حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الرحمن، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا يحيى بن سعيد الأنصاري أنه سمع سعيد بن المسيب يذكر: أن عمر بن الخطاب كوم كومة من بطحاء، ثم ألقى عليها طرف ثوبه، ثم استلقى عليها فرفع يديه إلى السماء ثم قال: اللهم كبرت سني، وضعفت قوتي، وانتشرت رعيتي، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفرط

حدثنا عبد الله بن محمد بن عطاء، حدثنا محمد بن شبل، حدثنا عبد الله بن محمد العيسى، حدثنا بن فضيل، عن ليث، عن سليم بن حنظلة، عن عمر بن الخطاب أنه كان يقول: اللهم إني أعوذ بك أن تأخذني على غرة، أو تذرني في غفلة أو تجعلني من الغافلين

حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا يعقوب الدورقي، حدثنا روح، حدثنا شعبة، أخبرنا يعلى بن عطاء قال: سمعت عبد الله بن خراش يحدث عن عمه قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول في خطبته: اللهم اعصمنا بحبلك، وثبتنا على أمرك

حدثنا أبو بكر أحمد بن السدي، حدثنا الحسن بن علوية، حدثنا إسماعيل بن عيسى، حدثنا هياج بن بسطام، عن روح بن القاسم، عن زيد بن أسلم، عن عبد الله بن عمر أنه قال: ما كان شيء أحب إلي أن أعلمه من أمر عمر، فرأيت في المنام قصراً، فقلت: لمن هذا? قالوا: لعمر بن الخطاب، فخرج من القصر عليه ملحفة كأنه قد اغتسل، فقلت: كيف صنعت? قال: خيراً كاد عرشي يهوي بي، لولا أني لقيت رباً غفوراً، فقال: منذ كم فارقتكم? فقلت: منذ اثنتى عشرة سنة، فقال: إنما انفلت الآن من الحساب

حدثنا أبو بكر، حدثنا الحسن بن جعفر، حدثنا المنجاب بن الحارث، حدثنا علي بن شهر، عن محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن، قال: قال العباس بن عبد المطلب: كنت جاراً لعمر بن الخطاب، فما رأيت أحداً من الناس كان أفضل من عمر، إن ليله صلاة، وإن نهاره صيام وفي حاجات الناس. فلما توفي عمر سألت الله عز وجل أن يرنيه في النوم، فرأيته في النوم مقبلاً متشحاً من سوق المدينة، فسلمت عليه وسلم علي ثم قلت: كيف أنت? قال: بخير، فقلت له: ما وجدت? قال: الآن فرغت من الحساب، ولقد كاد عرشي يهوي بي لولا أني وجدت رباً رحيماً

حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا محمد بن أبي سهل، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عبد الله بن إدريس، عن محمد بن عجلان، عن إبراهيم بن مرة، عن محمد بن شهاب، قال: قال عمر بن الخطاب: لاتعترض فيما لا يعنيك، واعتزل عدوك، واحتفظ من خليلك إلا الأمين، فإن الأمين من القوم لايعادله شيء، ولا تصحب الفاجر فيعلمك من فجوره، ولا تفش اليه سرك، واستشر في أمرك الذين يخشون الله عز وجل

حدثنا الحسن بن علان الوراق، حدثنا عبد الله بن عبيد المقرئ، حدثنا محمد بن عثمان، حدثنا يوسف بن أبي أمية الثقفي، حدثنا الحكم بن هشام، عن عبد الملك بن عمير، عن بن الزبير، قال: قال بن الخطاب، إن لله عباداً يميتون الباطل بهجره، ويحيون الحق بذكره، رغبوا فرعبوا، ورهبوا فرهبوا، خافوا فلا يأمنون، أبصروا من اليقين ما لم يعاينوا فخلطوه بما لم يزايلوه، أخلصهم الخوف فكانوا يهجرون ما ينقطع عنهم لما يبقى لهم، الحياة عليهم نعمة، والموت لهم كرامة، فزوجوا الحور العين، وأخدموا الولدان المخلدين

حلية الأولياء لأبي نعيم

Partager cet article
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :